وسط أناشيد وطنية حماسية وحضور شخصيات سياسية ومدنية وزانة، وأزيد من 6000 شاب وشابة جاؤوا من مختلف أقاليم المملكة، انطلقت يوم الأحد 21 مارس 2010 من قاعة بن ياسين بالرباط الحملة الوطنية السابعة لشبيبة العدالة والتنمية التي اختارت موضوع الصحراء المغربية عنوانا وفداك وطني شعارا، وكان الحضور المكثف للشباب المنحدرين من الأقاليم الصحراوية الذين لم تمنعهم بعد المسافة من تسجيل حضورهم الوازن في مثل هذه التظاهرات ذات البعد السياسي والوطني لافتا. وقال مشارك من إقليمالعيون لالتجديد جئنا إلى قلب العاصمة ونحن نحمل رسالة واضحة للانفصاليين أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم وأن الشعب المغربي قاطبة بما فيهم سكان المناطق الصحراوية متشبثون بمغربية الصحراء ومدافعون عنها إلى أقصى الحدود، موضحا أن مثل هذه المبادرات الشعبية من شأنها أن تقوي موقف المغرب الرسمي خلال كل المفاوضات، مطالبا باقي الهيئات السياسية والمدنية باتخاذ مبادرات مماثلة وطنية حتى تعم موجة الدفاع عن الصحراء. وقال الدكتور لحسن الداودي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، نحن مع النضال من أجل الوحدة والديمقراطية، ولا يجوز لأي مسلم إضعاف الأمة. وأشار أيضا إلى أن الطريق إلى تشغيل طاقات الشباب يمر عبر محاربة الفساد والمحسوبية، موجها كلامه للإدارة المغربية برفع يديها عن الانتخابات ومحاولة رسم خريطة سياسية معينة تميل إلى فرض هيمنة الحزب الوحيد، وأن المغرب بلد التعددية والانفتاح يستحق التعددية وحقوق الإنسان، ولا يمكن أن نستمر في تهميش عدد من المغاربة في المناطق النائية. وقال مصطفى بابا الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية إن الحملة ستنهل من روح المسيرة الخضراء، مشيرا أن تصاعد الاستفزازي الانفصالي الذي بلغ أوجه في المرحلة الراهنة بالتلويح بالحل العسكري الذي انتهى وقته، وأن شبيبة العدالة والتنمية تدعم بالمبادرة الملكية القاضية بتمكين سكان أقاليم الصحراء من تدبير شؤونهم المحلي بما يضمن الوحدة المغربية وقوتها وتماسك مكوناتها، وأن النزاع المفتعل يعرف خلطا كبيرا بين العمل الحقوقي والعمل الاستخباراتي العسكري. وأشار محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد الإصلاح، أن كل الذين يراهنون على الفساد والتمييع والعبثية في استهداف الشباب مخطئون، لأن شباب المغرب ملتزم بدينه وبالدفاع عن وحدة بلده، كما أن أي قضية عادلة لا يمكن إلا أن تكون في صلب اهتمام الذين التزموا بدينهم واعتزوا بوطنيهم، وانتقد الحمداوي الحملة المسعورة التي يقودها المنصرون في بلدنا، مشيرا أن قضية أطفال عين اللوح أظهرت العديد من الحقائق المؤسفة. من جهته وصف مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وجيش التحرير، انطلاق الحملة بالعرس النضالي الذي لا يمكن لأي غيور على هذا الوطن إلا أن يباركه، مضيفا أن قضية الصحراء مصيرية، وهي مسؤولية يجب أن ننهض بها وندافع عنها. وأشار أن المقاومين كانوا سباقين للعمل الوطني وتحقيق مطامح الشعب المغربي في الاستقلال والسيادة الوطنية، موضحا أن الحملة الوطنية هي امتداد لما قام به الأسلاف، وعربون الوفاء للأبطال الميامين الذي ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إعلاء كلمة الله والدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. وكان لحظة مؤثرة أن يخاطب الكثيري الشباب الحاضر قائلا:إنكم خير خلف لخير سلف، منوها باتخاذ هذا الشعار التي يحمل في طياته العديد من المثل العليا والأخلاق السامية. واختار المنظمون توزيع الأعلام المغربية التي حولت كل فضاءات القاعة إلى اللونين الأحمر والأخضر في تعبير صريح على التشبث بالوحدة الترابية والاستعداد الكامل للدفاع عنها. وكان عزف النشيد الوطني من اللحظات القوية للمهرجان، إذ وضع بعض الشباب أيديهم على قلوبهم، فيما فضل آخرون التلويح بالعلم المغربي مرددين النشيد الوطني، قبل أن تنطلق الأهازيج الشعبية على إيقاع الأغنية الشعبية المشهورة العيون عينيا.. كما حضر الفنان نعمان لحلو لينشد دفاعا عن الصحراء المغربية.