بعض الذين انزعجوا من مبادرة أنصفونا التي أطقلها منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، حاولوا أن يشككوا في المراجعات التي عبر عنها أبو حفص ولقيت تجاوبا كبيرا داخل السجن من قبل أنصار ما يسمى بالسلفية الجهادية، مرة باستغلال حدث محاولة فرار معتقلين من سجن القنيطرة، ومرة بالإحالة على أن الأفكار التي يعلنون مراجعتها هي سبب إدانتهم، وأن يراجعوا الأفكار التي دخلوا بسببها السجن، وأغرب ما في الأمر، أن بعض الباحثين قرأ بطريقة انتقائية تجربة المراجعات في الحالة المصرية معتبرا أن قادة الجماعة الإسلامية هم الذين أنتجوا هذه المراجعات، ولقيت تجاوبا كبيرا من الأتباع بخلاف الحالة المغربية التي يوجد فيها معتقلون سلفيون كثر من غير أن يجمعهم رابط تنظيمي، مما يجعل هذه المراجعات غير مؤثرة في مجموع المعتقلين، وهو ما يجعل الدولة لا تتفاعل معها بشكل إيجابي، حسب الباحث، مع أن التجربة المصرية تؤكد بأن المراجعات لم تكن في الأول محل تجاوب بين جميع قادة الجماعة بمن فيهم المعتقلين والقادة الميدانيين داخل السجن. الواقع أن التجربة المصرية، كما جميع تجارب المراجعات، لا تشترط بالضرورة أن يجمع المعتقلون عليها، فمجرد فرز المعتقلين، والتعامل بمرونة وإيجابية مع الطرف المعتدل منهم، وإجراء حوار معهم، يعتبر مدخلا حقيقيا لدفع الآخرين إلى مراجعات مماثلة.