هل يؤدي القمار إلى الإدمان، وما هي مواصفاته وأسبابه؟ يعتبر الإدمان على لعب مجموعة من أنواع القمار كمثل أي نوع من أنواع الإدمان الأخرى، كالإدمان على الحشيش أو الخمر أو التدخين أو الأنترنيت..، وهو يتمثل في النفسية التي تكون قد تدمرت. ومواصفات وأعراض الإدمان على القمار تتشابه بشكل كبير مع مواصفات وأعراض أنواع الإدمان الأخرى، بحكم أن الذي لا يستطيع أن يبتعد عن القمار، كما قلت، بإمكانه أن يفعل أي شيء كي يلعب فترة، ويظهر عنه نوع من الارتباك القوي والدائم والمستمر، في حالة عدم اللعب، لأن لعبة القمار تؤثر على جانبه النفسي، وهناك العديد من الأسباب التي تدفع إلى القمار، وتكون أحيانا إما ما يسمى بنقص القدرات، بحيث أن هناك من لا يستطيع أن يربح بطريقة أخرى، غير القمار، وهناك من يعتقد في الربح السريع، بالإضافة إلى كون البعض يعاني من الجفاء والفراغ العاطفي، مما يدفعه إلى البحث عن مكانة ما في اللعبة، يعتقد من خلالها أنه بإمكانه العودة إلى مكانته الاجتماعية، والإشكال الذي يقع بعد الارتباط بالعادة، هو في خلق علاقة الصداقة والارتباط مع نوع من الناس، الشيء الذي يجعل منه دائما مرتبطا، بالمكان وبرواده. وبشكل عام يمكن اعتبار أن الأسباب الرئيسية في دفع بعض الأشخاص إلى الإدمان على القمار، هو البحث عن الربح السريع، والفراغ العاطفي الذي يدفعه إلى البحث عنه وعن مكانة اجتماعية في مكان آخر، والعامل الثالث هو عامل العادة التي تخلق نوعا من الإدمان، وكما يقول كارينج أن الإدمان يخلق نوعا من نشوة اللحظة، وهذا ينطبق على أي نوع من الإدمان، والنشوة تكون في الاعتقاد في الربح، خاصة عندما يكون فرد ما قد ربح أو اقترب من الربح، حيث يؤدي ذلك إلى إفرازات هرمونية في الجسم تؤدي إلى الإحساس بنشوة، ونشوة الإدمان توجد في جميع أنواع الإدمان. هل تساهم كازينوهات القمار، بهذا المعنى، في تدمير المنظومة القيمية للفرد والمجتمع ؟ لا يوجد خلاف بهذا الشأن، وبالخطر الذي يشكله، وهذا ما أثبتته الدراسات لعلماء من الغرب، يؤكدون فيها أن أي مكان مثل هذه الأوكار هي مكان لخلق النشوة، كما سبق وذكرت، وخلق المفاهيم المغلوطة للربح، خاصة أن هذه الأوكار تشكل نواة يلتقي فيه نموذج من الناس يسمى بالمتشابه، فهذه الأماكن حين تتأسس ويصبح لها فضاء وتنظم فيها لقاءات وفيها مقهى ودخان ونساء ... تصبح مكان لربط علاقات ترسخ الإحساس بأن الشخص المدمن ليس لوحده، وأنه إذا عمت هانت، فخطورة وجود هذه الأماكن، تؤدي فعلا إلى مسؤولية كبرى للجهات التي تمنح الإذن بتأسيسها، لأنها تدفع الناس إلى الإدمان، فإذا كان الفرد عاديا ولديه بعض المشاكل النفسية، فالمؤسسات تدفع به إلى الإدمان وترسخه كمرض نفسي. فالفرد يلعب القمار في خفاء، ويكون الخوف ويكون التجريح، لكن حين تؤسس مؤسسات خاصة، تصبح، حسب علم النفس المعرفي، ترسخ قيم ومفاهيم خاطئة، وإذا كانت المسؤولية الأولى والأخيرة تعود على الفرد، فهناك مسؤولية مشتركة بين المؤسسات وحتى الحكومات التي ترخص لهذا النوع من الأوكار. ولا يوجد خلاف بين علم النفس الغربي أو الإسلامي بأن هذه الأوكار هي أوكار تشكل خطرا على منظومة قيم المجتمع، وتدفع إلى الإدمان بطريقة أو بأخرى. ما هي سبل معالجة هذا النوع من الإدمان؟ هناك سبل عديدة، بعضها مرتبط بالاعتقاد الشخصي للفرد المدمن، لأن المشكل الذي يقع في الإدمان هو نشوة الربح ووحدة النشوة، لأن الفرد المدمن يحاول البحث عن حل، لكن بعد سنوات من الإدمان، يكون هناك بعض الكذب عن الذات، مما يجعل السبل مرتبطة بالأسباب التي ذكرناها سابقا، فيتطلب الإقلاع عن الإدمان على القمار، بديلا عاطفيا، بحيث يمكن أن يوجد للفرد مكانة على المستوى الاجتماعي، والاعتراف الاجتماعي، دون البحث عنها في جهة أخرى، والارتباط بأشخاص، يربحون من خلال الكد والاشتغال، مما سيؤدي به إلى معرفة أن الربح الحقيقي هو جهد وعمل واشتغال، مما يزيل مفهوم الربح السريع، بالإضافة إلى تكسير العادة عن طريق تغيير المكان الذي يشكل بؤرة الإدمان، وكذا تغيير الأصدقاء. وبصفة عامة يمكن معالجة المدمن عبر النصائح في هذا المنوال، لكن حينما يكون الإدمان مترسخا، يفترض وجود علاج نفسي، والعمل على القيم وعلى الفكر والسلوك يتطلب عملا أكبر. أخصائي نفسي