من يقف عند مضامين الحملة الإعلامية التي تشنها جهات إعلامية أوروبية ضد المآذن يتأكد لديه أن الأمر لن يبقى محصورا في سويسرا التي حسم التصويت بمنع بناء مآذن جديدة بها، وأنه سيصل إلى كل أوروبا، وفي مقدمتها فرنسا التي تضم حوالي مليون مسلم وعشرة مآذن. الخطير في هذه الحملة، بالإضافة إلى ما تمثله من نقطة تحول كبرى في سياسة أوروبا اتجاه الإسلام والمسلمين، هي أنها تدشن بداية النهاية لمقولات حوار الأديان وحوار الحضارات، وافتعال بؤر توتر بين أوروبا والإسلام يكون لها بلا شك ما وراءها خاصة وأن المآذن في هذه الحملة كانت تصور في شكل صواريخ مهددة للأمن الأوروبي. ولأن هذه الحرب على المآذن تمس الجالية المغربية بأوربا كما تمس جميع المسلمين المقيمين بها، فإن المجلس العلمي للجالية المغربية معني بتوضيح موقفه خاصة وأن منع بناء المآذن- ومن يدري لعل الأمر يذهب أكثر من ذلك فيستهدف المآذن الموجودة - يمس تدين الجالية المغربية ويستهدف أمنها الروحي بالخارج، بل ويقوي من نزعات التطرف ضد الغرب وسياساته ضد المسلمين ورموزهم الدينية.