أكد عبدالرحمن الرامي مدير المختبر الدولي للبحث في التربية والتكوين، أن منجزات النظام التعليمي بالمغرب لا ترقى إلى مستوى المجهودات المبذولة من أجله على الرغم من أن التعليم الأساسي والثانوي يستأثران ب % 20 من ميزانية الدولة، وهذا المعدل يفوق الدولي المسجل لدى دول لها مستوى نمو مماثل. مسجلا أنه بالرغم من تلك الجهود سجل النظام المذكور تَدَنّ متواصل في مكتسبات المتعلمين، فقد سجل في يونيو 1997 أن % 16 فقط من التلاميذ حصلوا على 20/10 في المعدل. وحذر الرامي من إحداث إشكالية لغوية بمناهج التعليم تركز على اللغة أكثر من المتعلم والمدرسة، مع الإبقاء على استمرار المنافسة بين اللغات في ظل خمود البحث البيداغوجي بسبب ندرة استثمار نتائجه في القرارات المتخذة، وأبرز في مداخلته الأولى حول نظرة عن تدريس اللغات بالمغرب وتعلمها في الندوة العلمية التي ينظمها المجلس الأعلى للتعليم أمس واليوم بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط حول موضوع تدريس اللغات وتعلمها في منظومات التربية والتكوين: مقاربة تشخيصية واستشرافية (أبرز) أن بعض الدراسات أسفرت عن استنتاج أن التنوع اللغوي في المغرب يعد إحدى الثوابت المتجذرة في التاريخ المغربي، وسيكون من غير اللائق التقليلُ مما لذلك من أهمية استراتيجية. وخلص الرامي، الذي شغل منصبي مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية ومدير مركز تكوين مفتشي التعليم، إلى أنه بالعمل بهذا المنظور فإن الخيارات اللغوية لنظام التربية والتكوين ينبغي أن تسير في اتجاه دعم اللغة العربية وتقوية سيرورة إدراج الأمازيغية، مع التمكن من اللغات الأجنبية وتنويع لغات تدريس العلوم والتكنولوجيا، معتبرا أن هذه الخيارات وثيقة الصلة بتحقيق تكافؤ الفرص، ومصداقية المدرسة العمومية، وتطوير نظام التربية والتكوين. وفي السياق ذاته تحدث الرامي عن هدر غلاف زمني يقدر ب1200 ساعة مخصصة لتعلم اللغات؛ بسبب ما أسماه استمرارية ضعف التمكن من اللغات وعدم كفاية الموارد الضرورية لتنفيذ الإصلاحات، مع عدم تعميم تعليم أولي إجباري ذي نوعية جيدة، كما يشكل بحسبه عائقا يعاني منه الأطفال المنتمون إلى أوساط اقتصادية ضعيفة. وبخصوص تكوين الفاعلين التربويين وصف المتحدث الوضع بالعقم البَيٍّن لضعف ملاءمة التكوين الأولي للأطر وغياب تكوين مستمر مناسب للفاعلين التربويين؛ طبقا لمعايير هندسة التكوين، مع استمرار ممارسات بيداغوجية تتمحور حول استعمال الكتاب المدرسي مرجعا بيداغوجيا وحيدا ومقاربات بيداغوجية تركز على المضامين، في حين أن المقاربة بالكفايات تتجاوز ذلك.