أعلن الملك الراحل الحسن الثاني، في يناير 1998 عن ضرورة تأسيس صندوق الزكاة بالمغرب ليكون أداة لتطبيق المساواة التي ينادي بها الإسلام. ولكن المشروع لم يخرج إلى حيز الوجود بالرغم من التنصيص عليه في القانون المالي. وتأتي هذه الدعوة، بعد خطاب سابق، دعا فيه الملك الراحل الحسن الثاني بمناسبة افتتاح الدورة الأولى لمجلس النواب، خلال السنة التشريعية 1980/1979 إلى إعداد مشروع قانون يتضمن كذلك النظر في إعطاء المنح لكل واحد من الطلبة والتلاميذ المغاربة، وهذا كذلك من القضاء على الفوارق، بالإضافة إلى مشروع قانون سيطالب المثرين المغاربة جميعا أن يؤدوا- زيادة على الضرائب- الزكاة، تلك الزكاة التي سيذهب ريعها لا في الموظفين ولا في البذخ ولا في الرخاء، بل ستوزع سنويا على الجهات أو الأقاليم لتنهض بمشاريعها الاجتماعية والاقتصادية. ومشاريع القوانين هذه ركزت عليها هنا دون الأخرى، لأذكركم بأنني لم أنس خطابي في السنة الماضية، وأن توجيهاتي كانت دائما للحكومة حتى تهيئ مشاريع قوانين ترمي إلى أن تجعل منا تلك الأمة الوسط لا إفراط ولا تفريط. وأضاف الحسن الثاني في أكتوبر من 1979 أنه نريد مغربا قويا بمجتمعه، لا نريد مجتمعا أشل، ولا مجتمعا فيه القوي والضعيف، أو الجبار والمستضعف، نريد مجتمعا يعطي له ولجميع أفراده حظوظا متماثلة ليمكن لأفراده أن يخوضوا جميعا غمار الحياة الجماعية بنفس الحظوظ ونفس الإمكانات ونفس الأسلحة. نريد مغربنا في أخلاقه وفي تصرفاته جسدا واحدا موحدا تجمعه اللغة والدين ووحدة المذهب، فديننا القرآن والإسلام، ولغتنا لغة القرآن، ومذهبنا مذهب الإمام مالك، ولم يقدم أجدادنا رحمة الله عليهم على التشبث بمذهب واحد عبثا أو رغبة في انتحال المذهب المالكي، بل اعتبروا أن وحدة المذهب كذلك من مكونات وحدة الأسرة.