لم تتوصل وزارة الخارجية المغربية بعد بأية توضيحات من نظيرتها الليبية، بخصوص ما أسمته الحكومة المغربية الموقف المفاجيء للجماهيرية الليبية الذي استدعت الأمين العام لجبهة البوليساريو لحضور احتفالات الذكرى 40 لثورة معمر القذافي. ونفى مصدر مسؤول بوزارة الخارجية المغربية لالتجديد أن تكون هذه الأخيرة قد تلقت بعد أية توضيحات، وقال إن الليبيين لا زالوا منشغلين باحتفالاتهم، وتوقع أن يوضّح الليبيون سلوكهم المفاجيء تجاه المغرب خلال 48 ساعة المقبلة. ويسود غموض لدى الحكومة المغربية حول حادثة استقبال محمد عبد العزيز زعيم البوليساريو على منصة الاحتفالات المذكورة التي استدعي إليها المغرب أيضا، وقال مسؤول حزبي، فضل عدم الكشف عن هويته، أن ما وقع مخالف للأعراف الدبلوماسية، خاصة وأن ليبيا التزمت وقدمت ضمانات للمغرب بعدم حضور جبهة البوليساريو إلى تلك الاحتفالات، واستبعد المسؤول أن يكون ما وقع من إساءة مقصودا من ليبيا تجاه المغرب، ورجح أن يكون نتيجة خطأ في البروتوكول، بسبب أن زعيم البوليساريو كان حاضرا في قمّة الاتحاد الافريقي التي انعقدت قبل يوم واحد من تنظيم احتفالات ذكرى الثورة. من جهة أخرى، يرى مراقبون أن ما وقع في الحدث الليبي يستدعي فتح نقاش حول السياسية الافريقية للمغرب، منذ انسحابه من المنظمة الافريقية في 1984, ولأن ليبيا ورثت المنظمة التي تحول اسمها إلى الاتحاد الافريقي، فإنها مجبرة على التعامل مع جبهة البوليساريو، التي لها مكتبا للاتصال في طرابلس، كما تستقبل الجامعات الليبية طلبة السكان المحتجزين في تندوف، بالرغم من أن الموقف الليبي منذ إعلان الاتحاد العربي الافريقي بين ليبيا والمغرب في غشت 1984 بمدينة وجدة، مع دعم الوحدة الترابية للمغرب، ويعتبر موقفه ذاك استراتيجيا. وأضافوا أن ما وقع في احتفالات الذكرى 40 لثورة معمر القذافي يعتبر موقفا مفاجئا كما وصفته الحكومة المغربية من جهتها.