أكد القيادي في حركة فتح حسام خضر أن الحركة يتم المتاجرة بها جهارًا نهارًا، وتستخدم بتاريخها وإرثها النضالي من أجل الإبقاء على مصالح وامتيازات شخصية لقيادات تقليدية نافذة لا من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته. وحول التحركات التي تشهدها حركة فتح الآن من قِبل الساعين إلى المشاركة في أطرها القيادية الجديدة التي ستنتخب في المؤتمر العام المرتقب الذي لم يعقد منذ عام 1989م، واستخدام بعض المتنفِّذين في الحركة مواقعهم وقدراتهم المالية للبقاء في الأطر القيادية للحركة؛ قال خضر في تصريحاتٍ لصحيفة القدس العربي نشرت الثلاثاء (14-7): ما يحزن أن الذين دمَّروا فتح على مدار الـ20 عامًا الأخيرة هم من يملكون الإمكانيات المالية والمادية والوسائل الأخرى من خلال المراكز التي استأثروا بها في الحركة ومن خلال الملايين التي نهبوها من أموال الشعب الفلسطيني . وشكَّك خضر، الذي أطلق سراحه من سجون الاحتلال قبل حوالي سنة، في مصداقية بعض المطالبين بضرورة عقد المؤتمر بهدف استنهاض الحركة، قائلاً: هؤلاء الذين وقفوا على خراب فتح هم أكثر الناس حديثًا عن ضرورة استنهاض الحركة، وأكثر من يتباكى على هذا الواقع المحزن، وكأنهم ليسوا هم من أوصلوا الحركة إلى هذا الواقع، وللأسف الشديد هناك مِن داخل الحركة مَن يهلِّل بحمدهم، ويصفق لفشلهم وينافقهم، ويطالب بضرورة إعادة انتخاب البعض منهم، والبعض ذهب إلى ما هو أوقح من ذلك؛ حيث ينادي بضرورة تزكية بعض أعضاء اللجنة المركزية الحاليَّة خارج دائرة الانتخابات في المؤتمر القادم . وعن المال السياسي وإمكانية استخدامه في المؤتمر العام المرتقب لحركة فتح ، قال حسام خضر الذي يعمل في صفوف كوادر حركة فتح لإنجاح المؤتمر العام القادم: هناك توظيفٌ رهيبٌ جدًّا للمال السياسي من أجل أخذ حركة فتح إلى شروط المجتمع الدولي، وتفريغها من محتواها النضالي الثوري التحريري، وقطع الحركة عن تراثها وإعادة صياغة أهدافها ومبادئها وأساليبها بما يتماشى سياسيًّا مع هذه المرحلة الهابطة . وعن التحالفات التي تجرى حاليًّا خلف الكواليس في حركة فتح بين بعض الطامحين إلى البقاء أو الانضمام إلى الأطر القيادية للحركة؛ أكد خضر أن هناك تحالفات ما كانت ليُسمع بها لولا أوامر خارجية وضغوطات صهرت كل الفوارق بين أفراد معسكر الفساد في حركة (فتح) . وأضاف: هناك تحالف لافت للنظر بين رموز الفساد والنهب والتخريب؛ حيث يتحرَّكون في كل الاتجاهات مستخدمين إمكانيات مواقعهم الوظيفية وأموالاً تغدق عليهم وأموالاً نهبوها لإنجاز تدمير حركة فتح وتحويلها من حركة تحرر وطني إلى حزب سياسي هامشي لا دور له في الملف الوطني بكل استحقاقاته . وعند سؤاله عن المشاركين في تلك التحالفات أجاب: أنا أتحدَّث عن توجهٍ يحمل استجابة لشروط لعبة خارجية كبيرة، تستهدف الإجهاز على حركة فتح ؛ إذ لا يخفى على أحد ما كنت أقوله منذ اليوم الأول لـ أوسلو من أنه اتفاق استهدف حركة فتح أكثر من غيرها، وعمدت قيادة الحركة إلى إفساد من استطاعت إليه سبيلاً من خلال الامتيازات والعطايا، وترك الحبل على غاربه للعبث بجماهير شعبنا .