تعتبر الحرارة عاملا أساسيا في حدوث التسممات الغذائية، حيث أن أغلبية التسممات ـ حسب الدكتورة سناء بلعربي طبيبة في المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، تكون بفعل الجراثيم التي تتكاثر بارتفاع درجة الحرارة، وذكرت الدكتورة أن من أعراض التسمم غذائي، حدوث القيء والإسهال، وألم في البطن، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأعراض مصحوبة بارتفاع في درجة حرارة الجسم، وآلام في الرأس، وتوصي الدكتورة، عند حدوث حالة تسمم الاتصال بالمركز الذي يشتغل طيلة الأسبوع لتلقي النصائح، وذلك على الرقم الأخضر ,081000180 وإعطاء المصاب السوائل بوفرة على شكل ماء، أو مغلي ، وكذا الأملاح المعدنية لتجنب الاجتفاف، كما توصي الدكتورة تجنب إعطاء المصاب الأدوية المضادة للإسهال أو القيء (لأن هذه الأعراض تعمل على تطهير الجسم من الجراثيم، ما عدا إذا كانت بترخيص من طبيب)، وإذا كانت الحالة حرجة كما في حالات الأطفال وكبيري السن، فتوصي الدكتورة باللجوء إلى أقرب مصلحة صحية لتلقي العلاج المناسب. ومن جهة أخرى، توصي الدكتورة باتخاذ بعض الاحتياطات لمنع التسممات المنزلية كاختيار الفواكه والخضر الطرية، واستعمال الحليب بعد غليه، واختيار لحوم طرية أو مجمدة، وكذا غسل المواد الغذائية بالماء الصالح للشرب، ثم طهي الغذاء جيدا، وأكل المواد المطهية في حينها، والاحتفاظ بالمواد المطهية في داخل الثلاجة، وليس ببابها، وعند إعادة استعمالها يجب تسخينها على درجة حرارة تفوق 70 درجة. كما توصي بغسل اليدين بالماء والصابون قبل الشروع في تهيئة الطعام، وتنظيف المطبخ بالماء المعقم، ووضع المواد الغذائية في علب مغلقة تجنبا للحشرات والحيوانات المنزلية. ومن جانب آخر، تكثر التسممات الغذائية في الأماكن العامة كالمقاهي والمطاعم والباعة المتجولين والحفلات، وحسب الدكتورة بلعربي، فإن ارتفاع نسبة حالات التسممات الغذائية بهذه الأماكن يعزى إلى عدة أسباب من بينها أن الطعام يتم تحضيره قبل أوان استهلاكه، وإذا لم يتم حفظه بشكل جيد سيما في الأجواء الحارة، فإنه يكون عرضة للجراثيم التي تنمو مع ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى وجود مطاعم عمومية لا تتوفر على أدنى شروط السلامة الصحية، ولا تتوفر على رخصة للقيام بمثل هذا النشاط الاقتصادي، ومع ذلك فإنها تخرق القانون، وتحضر أطعمة غير خاضعة لمقاييس السلامة، وفي هذه الحالة تحمل الدكتورة المسؤولية إذا وقع تسمم للمستهلك والسلطات العمومية التي تسمح بمثل هذه المخالفات، كذلك وجود عاملين بهذا القطاع قد يكونون مصابين بأمراض جلدية ـ أو التهابات معدية في الأمعاء تنتقل إلى الزبون، محدثة بذلك مضاعفات صحية، ولتفادي مثل هذه المخاطر، تنصح الدكتورة باختيار المطاعم والمقاهي التي تعرف رواجا كبيرا للزبائن لتفادي أكل مواد غذائية قديمة، وكذلك اختيار الأماكن التي تتوفر على الماء الصالح للشرب ووسائل التبريد، مع الحرص على عدم أكل المنكهات والصلصات، واختيار الوجبات التي تحضر في حينها، إضافة إلى إبلاغ المكتب الصحي البلدي أو الجماعي لكي يقوم بالتحريات لمعرفة حيثيات وقوع التسمم، وعزل الأكل من السوق لتفادي وقوع العدوى.