يواصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، زيارته للمغرب الذي قد تمتد ثلاثة أيام، للتباحث فيها مع المسؤولين المغاربة حول قضية الصحراء المغربية، وقالت المتحدثة باسم الأمين العام، ميشيل مونتاس، إن الزيارة الأولى من نوعها لـروس ستتواصل إلى غاية 25 فبراير 2009، وستشمل إضافة إلى المغرب، كلا من تندوف والجزائر، ثم إسبانيا وفرنسا، دون أن تذكر موريتانيا. وأثار بعض المحللين حدود آثار التغيير في الإدارة الأمريكية على مستقبل التدبير الأممي لملف الصحراء المغربية، خاصة بعد رحيل المبعوث السابق فالسوم الذي دعا إلى الواقعية في ذلك. وقلل البعض من أثر هذا التغيير، معتبرا أن الخلفية الأمريكية للمبعوث الجديد روس قد تشكل عنصر دعم للدفع في تطبيق ما دعا له المبعوث السابق. هذا، والتقى المبعوث الأممي بزعماء الأحزاب السياسية مساء أول أمس الأربعاء، خلال مأدبة عشاء أقامها الوزير الأول، عباس الفاسي، وقف خلالها على الإجماع المغربي بخصوص الوحدة الترابية للمغرب، كما أكدوا على أهمية المقترح المغربي بخصوص الحكم الذاتي وإمكانيته في أن يشكل حلا نهائيا للنزاع مع جبهة البوليساريو. وبينما قال عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن اللقاء مكّن روس من الوقوف على إجماع كافة التيارات السياسية، سواء الأغلبية أو المعارضة، عبّر عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن أمله في أن يتمكن روس من إقناع الجزائر بأن المستقبل يرفض البقاء في الوضع القائم وأنه يجب الاتجاه نحو مزيد من التوحيد بدل التشتت والتفرقة. من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إيريك شوفالييه أول أمس الأربعاء، إن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يشكل قاعدة للتفاوض بهدف التوصل إلى حل معقول متفاوض بشأنه بين الأطراف في إطار الأممالمتحدة لقضية الصحراء. وذكر شوفالييه بأن مجلس الأمن دعا، من خلال تبنيه للقرار 1813 في أبريل ,2008 الأطراف إلى التزام الواقعية وروح التوافق لتمكين المفاوضات من الدخول في مرحلة مكثفة وجوهرية.