لم يقف الاعتقال حاجزا أمام المعتقلين السياسيين الستة من أجل تأكيد موقفهم وتوجيه رسائل إلى الرأي العام من خلف القضبان، فوجهوا رسائل عديدة يؤكدون براءتهم من المنسوب إليهم ويؤكدون مظلوميتهم، بل تعدت رسائلهم قضيتهم، إذ بعثوا رسالة إلى الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما يدعونه إلى تصحيح مسار سلفه جورج بوش، خاصة الخراب والدمار بسياساته الخاطئة والمتهورة والظالمة، معتبرين، في رسالتهم التي بعثوها إليه عبر السفارة الأمريكية بالرباط، هذا التصحيح هو أحد أوراش التغيير المطلوبة، ومن هذه الأخطاء احتلال العراق وأفغانستان وموقف أمريكا من إيران ومما يجري في السودان. وهناك رسائل وجهها السياسيون إلى تنظيماتهم كانت أولها رسالة مصطفى المعتصم إلى أعضاء البديل الحضاري، وآخرها رسالة العبادلة ماء العينين، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إلى أطر ومناضلي حزبه، يؤكد فيها أن الخروقات القانونية والتراجعات الحقوقية التي طبعت التعاطي مع ملف المعتقلين السياسيين الستة تضفي المشروعية على تشكك الهيئات الحقوقية في حصول قطيعة مع الماضي، وتكرس استمرار جيوب الردة الحقوقية والسياسية في الممانعة، وقال في هذه إن حرماننا منذ البداية من توفير مقتضيات المحاكمة العادلة خلال أطوار هذا الملف الغريب، وحرماننا من المتابعة في حالة سراح، على الرغم من استيفاء كل الشروط المنصوص عليها قانونيا؛ يعطي مصداقية لتوجس المنظمات الحقوقية. وإلى جانب الرسائل والحوارات الصحفية خاض المعتقلون السياسيون الستة إضرابات عن الطعام، من بينها إضراب لمدة 48ساعة يومي 2524 يوليو ,2008 احتجاجا على استمرار مسلسل خرق القانون تجاههم والاعتداء على حقوقهم والاستمرار في استلاب حريتهم، والمواجهة الضارية لما يسمح به القانون لهم، وبالأساس حقهم في أن يكونوا أحرارا؛ احتراما لقرينة البراء حسب تعبير بيان أصدروه وقتها. كما طالبوا وقتها بحقهم في الحصول على وثائق الملف، وفي استدعاء الشهود، والحضور أمام الغرفة الجنحية مع محاميهم في مسطرة السراح المؤقت الذي رفضته المحكمة بدورها. كما اعتبروا التعامل الذي شاع في كل جلسات التحقيق، ليس بريئا، وليس فقط نتاج سوء فهم مسطري أو كسل قضائي أو تضارب في التأويل ، بل إنه يمثل في نظرنا اختيارا مُـدَبرَ الحلقات ضدنا، ابتدأ بأَسـوَأ أسلوب، أي باعتقالنا من بين أبنائنا والاستيلاء على ممتلكاتنا الأدبية والفكرية، واستمر في نهش مشاعر أسرنا وتدمير استقرار أبنائنا وآبائنا من خلال نعتنا بأقبح النعوت وأسقطها، وتشويه مواقفنا سياسيا وثقافيا واجتماعية من خلال تصريحات وزيري الداخلية والإعلام ومن يسير في فلكهما بلغة بدائية ملفقة تقذف زيفا ومغالطات واتهامات.