عبّر الملك محمد السادس عن استنكاره الشديد للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وقال في خطاب وجّهه إلى القمة العربية الاقتصادية بالكويت إن استفحال مأساة الشعب الفلسطيني المكلوم يتطلب مواجهتها بإرادة مشتركة، ورؤية جماعية، قوامها العمل الصادق والتحرك الناجع من أجل إنهاء العدوان والاحتلال ونبذ العنف ورفع الحصار الجائر. واعتبر الخطاب أن المساعي الشكلية والنوايا الطيبة لم تعد، في هذه المرحلة الدقيقة، مجدية، بقدر ما أصبح الوضع يتطلب الالتزام الفعلي والحزم في تطبيق الشرعية الدولية. وأنهت القمة العربية الاقتصادية اجتماعها أمس، بإصدارها بيانا ختاميا، وسط تباينات بين قادة الدول العربية، حول الموقف من مبادرة السلام العربية، التي دعت قمة الدوحة في قطر قبل أسبوع، إلى تعليقها، هذا، ورفضت مصر ومن ورائها السعودية والأردن التنصيص إدماج بيان الدوحة في بيان الكويت، خاصة البند الداعي إلى تعليق مبادرة السلام العربية. وبخصوص قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، لم يتطرق البيان الختامي إلى شيء من ذلك، على خلاف ما دعت إليه قمة الدوحة بقطع تلك العلاقات، وهو ما أقدمت عليه دولة قطر وموريتانيا، غير أن دولا عربية منها مصر والأردن أكدتا على أن قطع العلاقات يرجع إلى تقدير كل دولة لمصالحها القومية. وكان عمرو موسى الأمين العام للجامعة قد نوّه بالخطوة التي قامت بها قطر وموريتانيا اللتين قطعتا علاقتهما مع الكيان الصهيوني. أما النقطة الخلافية الأخرى فتتعلق بصيغة صرف الأموال وطرق إعادة الإعمار في غزة، فبينما تتشبث السلطة الفلسطينية في رام الله بأن تكون هي الجهة الوحيدة المكلفة بالإعمار، ويدعمها في ذلك العربية السعودية ومصر، ترفض دول أخرى، خاصة سوريا وقطر، إلى التعامل بشكل مباشر مع الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في غزة، التي تقودها حركة حماس. ولم يتفق الطرفين على صيغة محددة، مما جعل البند الوارد في نص البيان الختامي، يرد فضفاضا وعاما، غير أن الأطراف أنفسهم اتفقوا على مزيد من دراسة هذه القضية بين الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزراء خارجية الدول العربية. ومن بين النقط التي اتفقت عليها الدول العربية في قمتهم، ووردت في بيان الدوحة سابقا، تحميل الكيان الصهيوني مسؤولية كل ما وقع في غزة من عدوان وجرائم، وصفها البيان الختامي للقمة الاقتصادية بأنها جرائم حرب، ودعا إلى المتابعة القضائية لقادة الكيان الصهيوني أمام محكمة الجنايات الدولية على خلفية تلك الجرائم الفظيعة. ونوه البيان الختامي بصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إزاء العدوان، كما حيى المقاومة الفلسطينية، ودعاالكيان الصهيوني إلى وقف العدوان فورا، كما طالبه البيان بالانسحاب الفوري من قطاع غزة، وأوصى بتثبيت التهدئة، وعدم السماح بتكرار العدوان الصهيوني على الفلسطينيين، كما أوصى بضرورة إقرار مصالحة بين الفلسطينيين.