أول ما يستقبل به الإنسان زائره هو وجهه؛ إما أن يكون وجها باسما يشجع على الزيارة، أو وجها عبوسا لا يفكر الناظر إليه إلا في الرجوع من حيث أتى، وعدم التفكير أبدا في العودة أو حتى في إتمام الزيارة. الذين رفعوا شعار عشرة ملايين سائح لا يهتمون بالوجه الذي يستقبل السائح منذ أن تطأ رجله أرض الوطن؟ كما لا يهتمون بقضايا أساسية أخرى. من أهم مداخل إلى المغرب هو مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء. والزائر لبلادنا منذ أن تأخذ الطائرة في الهبوط تستقبله تجمعات سكنية من الصفيح بكل ما يحيط بها من قاذورات وأوساخ وبرك الوادي الحار الراكدة حول بيوت يقطنها بشر. وبعد أن يغادر الطائرة، في اتجاه الدارالبيضاء ، لا تقابله إلا مدن الصفيح يمينا ويسارا. هل هذا هو الوجه البشوش الذي يشجع السائح على العودة وعلى حث غيره عندما يرجع إلى بلاده على زيارتنا؟