كيف ترى السينما المغربية ومضامينها؟ السينما المغربية اليوم هم كبير، والمسؤولية تتقاسمها جهات رسمية تسهر على الجانب اللوجستيكي، ثم الجهة المصنفة في خانة الإبداع. وهنا أقول لو كانت هناك مصداقية وحكم نزيه وعلمي من ذوي الاختصاص لتم الدفع بالمركب السينمائي. لكن ما يشوش على المشهد هو عندما تخضع الأحكام إلى انطباع أشخاص غير مؤهلين، وليس لهم مواصفات علمية سوى المحسوبية والزبونية، وهذا يضر بالسينما والإنتاج السينمائي. أما في ما يتعلق بالمضامين فيجب أن نعرف أن السينما هي واجهة فعل ثقافي اجتماعي، بمعنى أن السينما يجب أن تتضمن مضمونا فكريا أوثقافيا يثير وعي المشاهد ويحرك فيه أسئلة، دون إهمال الجانب الفني والجمالي والتقني، أي الفكرة والفرجة التي تضمن المردودية المادية. فإذن لا حاجة لنا في تكريس أفلام تجارية أومستهلكة فارغة من أي مضمون فكري، ومن قيم اجتماعية وأخلاقية. لا يمكن أن نطلب من السينمائي أن يلبس جبة الخطيب أوالسياسي أوالواعظ، لكن في نفس الوقت؛ عليه أن يحترم المشاهد. وهذا ما نراه في السينما الصينية التي لا تسقط في الإثارة والعري كما نرى اليوم، فالاحترام المتبادل مطلوب. ما رأيك في سينما الهواة؟ سينما الهواة هي أولا أساس وبذور سينما محترفة، بل هي مستقبل أي سينما. من جهة ثانية سينما الهواة تعطينا سيناريو حول سينما المستقبل والخطاب السينمائي المتأثرة به. ولذلك يجب ألا تستسهل نفسها، نظرا للطاقات الطموحة التي تتوفر عليها. إلا أن سينما الهواة مطالبة بأن تؤطر نفسها، وأن تبتعد عن الارتجال، وتتحمل المسؤولية كي تمس السينما المحترفة جنبا إلى جنب. لكن علة الجهات المعنية أن تقدم لهذه السينما الدعم الكافي من منح وتنظيم محترفات ومهرجانات ولقاءات على جميع المستويات، وتخصيص منابر إعلامية. ففي أوروبا تتلقى سينما الهواة الدعم والتشجيع والمنح. فمسؤولية الدولة تتجلى هنا في مدى رعايتها الإرهاصات الأولية للمبدعين الشباب. ماذا عن أعمالك وكيف توفق بين التدريس والسينما؟ أنا أولا أستاذ اللغة الانجليزية، وجاء اهتمامي بالتأليف والسينما عن طريق المتابعة والدراسة والحب الذي أكنه لهذا المجال الإبداعي. وأنا أحاول أن أوفق بين المجالين قدر المستطاع، خصوصا وأن هناك نقاطا للالتقاء بينهما. بالنسبة لأعمالي ففي ميدان التأليف صدر لي ديوان شعري بالانجليزية تحت عنوان فنتاسيز(1998)، وديوان شعري بالعربية والإسبانية وريقات الزمن الآخر(2001) وكتاب في الصورة والتلفزة(2002)، وكتابات سينمائية بعنوان لعبة الظل-لعبة الضوء(2005)، وآخر كتاب بعنوان بنية اللغة السينمائية، القصة ـ السيناريو-الحوار(2008)؛ الذي يندرج في إطار الكتابات السينمائية النقدية، ويحاول أن يقارب اللغة السينمائية بشقيها الفني والتقني، مع إعطاء تفاصيل أدق بخصوص هذه المكونات المعروفة: السيناريو والقصة والحوار. كما يحاول قدر الإمكان الابتعاد عن القراءة الانطباعية الصحفية، ويقترب من نقد بقواعده المعروفة، ومن تحليل عميق يقدم اقتراحات في هذا المجال. فيما يخص الفيلموغرافيا قمت بإخراج شريط فيديو قصير تجريبي فابولا صفر؛ حاز على جائزة أحسن سرد فيلمي بمهرجان سيدي قاسم(2007)، وشريط تربوي قصير الصور البلاغية، يتطرق إلى العنف في المؤسسات التعليمية، وشريط أبواب الياسمين الذي نال الجائزة الثانية في مهرجان سطات(2008). كما أخرجت شريط فيديو قصير تحسيسي حول السيدا طعم الفراولة، وأشرطة قصيرة أخرى آخرها ملح الذاكرة(8002) الذي يشير إلى القضية الفلسطينية. كاتب وناقد السينمائي