قال الدكتور مولاي عمر بنحماد أستاذ الدراسات القرآنية إن رؤية هلال شهر رمضان وغيره من الشهور الهجرية بالعين المجردة شرط لكي لا يلزم الناس بما لا يلزم، لكن الاستعانة بالحسابات الفلكية صارت ضرورة شرعية وحضارية للخروج من كثير من الاحتمالات والتقديرات الوهمية، خاصة وأن الجوانب العلمية لا تتعارض إطلاقا مع الجوانب الشرعية وإنما تتكامل، ويضيف في اتصال مع التجديد بأن الاستعانة بالحسابات الفلكية ينبغي أن يكون على الأقل في حال النفي، فإذا قالت الحسابات الفلكية بأنه يستحيل الرؤية فإن هذا يصير ضابطا وشرطا حتى لا يتوهم الإنسان أنه رأى هلال رمضان في حين أنه قد يكون رأى شيئا آخر. من جانبه قال العلامة محمد التاويل الأستاذ بجامع القرويين إن العلماء يحصرون رؤية هلال رمضان في النظر بالعين ولا يلتفتون إلى الحسابات الفلكية والأقمار الصناعية وغيرها من الأمور، لأن من الأسباب الشرعية التي يستند إليها للصيام أن يكون الهلال ظاهرا يمكن الاطلاع عليه ومعرفته بالأدوات الممكنة، موضحا أن التكليف الشرعي يتعلق بعموم البشر، ولذلك ينبغي أن تكون وسيلة الرؤية في متناول المكلف، ولا نكلفه بما لا يستطيع إدراكه ولا يعرفه إلا قلة قليلة . وأضاف أنه في الحالة العادية نعمل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، وفي الحالة الاستثنائية مثل صعوبة الرؤية لأسباب مناخية فإننا نرجع إلى قول الرسول الكريم: فإن غم عليكم فأكملوا الشهر. وتتم رؤية هلال شهر رمضان في المغرب كغيره من دول العالم الإسلامي باعتماد الرؤية الشرعية، حيث يعين القاضي الشرعي في كل مندوبية من مندوبيات وزارة الأوقاف المنتشرة في التراب الوطني عدلين وموظف لمراقبة رؤية الهلال في اليوم التاسع والعشرون من الشهر الهجري، من أعلى صومعة مساجد يتم تحديدها في وقت سابق، بعد عملية الرؤية يقوم العدول بصياغة محضر حول ثبوت رؤية الهلال أو نفيها، ويتم تسليمه إلى وزارة الأوقاف. تتلقى الوزارة محاضر من مختلف مراكز المراقبة على صعيد المملكة وعلى أساسه تعلن ثبوت الرؤية من عدمها. وفي حالة وجود موانع تتعلق بالظروف المناخية تحول دون الرؤية بالعين المجردة، يقول مصدر من وزارة الأوقاف بأنه في هذه الحالة يتم إعلان دخول الشهر الجديد استنادا إلى رؤية الهلال في مركز واحد من مراكز المراقبة. كما يتم أيضا الاستعانة بعناصر الجيش خاصة في جنوب المغرب لهذا الغرض.