دعا الأستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد إلى تحويل عزاء الدكتور عبد الوهاب المسيري إلى محطة للاعتبار من تاريخ الرجل ومساره المعرفي، وطالب في لقاء نظمته حركة التوحيد والإصلاح جهة البيضاء يوم السبت 5 يوليوز 2008 بمقر الجهة إلى المساهمة في إنتاج ما أسماه مسيريات جدد وتناول في كلمته مسار المسيري بدءا بدراسته الجامعية وتخصصه في الأدب الإنجليزي مرورا بتفرغه لمدة خمسة وعشرين سنة لإنجاز موسوعته حول اليهود واليهودية والصهيونية،وتخصصه في العلمانية والتحيز، ولاحظ المقرئ أبو زيد، أن الخيط الرابط في مشروع المسيري وإن كان اشتغل على أربع محاور متباعدة ظاهريا، هو تفكيكه لمفهوم الحلول في الحضارة الغربية، حلول الصهاينة في فلسطين بدل أصحابها، وحلول الدولة مكان الدين،...وأكد أبو زيد أن مشروع المسيري المعرفي كشف الأسس الأخلاقية التي بررت بها الحضارة الغربية إبادة الشعوب الأخرى، واعتبارا للدرس المسيري قال أبو زيد: إن الرجل اهتدى بمنهجه المعرفي إلى الحق دون أن يكون في خانة الإسلاميين وهو ما جعل الكثير يعدونه إسلاميا دون أن يعلن هو ذلك وكشف المقرئ أبوزيد عن جوانب من شخصية المسيري الإنسانية وكيف كان يخالط المساكين ويعييش معهم، وكيف كان يساعد طلبته وينفق عليهم من ماله لشراء الكتب. ووقف أبو زيد في آخر مداخلته على مفارقة عجيبة أظهرتها حياة المسيري، فحسب استقراء أبي زيد فالمثقفون ينتهمون إلى مآلين إما دعم مواقع السلطة وإما العزلة والبقاء في البرج الأكاديمي العاجي، بينما المسيري يقول أبو زيد:انطلق أكاديميا، ومن عمق المعرفة خرج إلى الشارع مناضلا في حركة كفاية ضد استبداد النظام السياسي المصري ولم يفت المقرئ أبو زيد ان يذكر بنبوءات المسيري بخصوص سقوط دولة إسرائيل وكذا بروز بعض الظواهر الأخلاقية في المجتمع الغربي (الشواذ) وعلق أبو زيد قائلا:لقد قاده تأمله في النماذج التحليلية للفكر الغربي إلى هذه النبوءات وهي، يضيف المقرئ خلاصة قراءته لمسار الفكر الغربي ومآلاته ويذكر أن العزاء الذي دعت إليه جهة البيضاء عرف قراءات قرآنية، وبعض المواعظ الإيمانية، والقصائد الرثائية، كما ألقى الباحث سلمان بونعمان كلمة عن مسار المسيري المثقف العضوي الذي كانت آخر متمنياته حسب ما أفادت زوجته في لقاء هاتفيمع الباحث بعد وفاة المسيري أن يتم تداول السلطة في مصر وأن يلتحق جماهير الشعب بحركة التحرر والنهضة.