اعتبر سعيد جابوريك محامي بهيئة القنيطرة أن الدعارة، مرت بسيرورة تاريخية، انتقلت من التجاء النساء إليها لأسباب اقتصادية، إلى دعارة راقية تستقطب الأغنياء، ومع تطور الطبقات التي ولجت هذا المجال تطور معها مفهوم الدعارة، إلى دعارة راقية، بل أكثر من ذلك دعارة مصورة كرست ظهور المواقع الإباحية، ودعارة القاصرين، واستمر هذا التطور اللا أخلاقي إلى أن ظهرت دعارة الجنس الواحد، أو ما يسمى بدعارة الشواذ. كما أوضح جابوريك أن تطور الكيفية التي تمارس بها الدعارة مرتبط أساسا بتطور المجتمع، وبانتشار السياحة التي حملت معها مفهوم السياحة الجنسية بامتياز، وأن المرأة التي تمتهن الهوى أصبح لها هامش أكبر من الحرية، لأنها بعدما كانت تعمل في منزل تقوم بتسييره امرأة تتحكم في اختيار نوعية الزبناء، أصبحت هي من يختار زبناءها وأماكن البغاء، بل انتقلت ممتهنة الهوى من مرحلة استغلال جسدها على طبيعته إلى مرحلة البحث عن الجمال، والحرص على التزين بشكل دائم، وبتطور احتياجات بائعات الهوى للتزيين وما يتطلبه ذلك من وسائل مادية، تجاوزت الدعارة الفئة الفقيرة لتنتقل إلى الفئة المتوسطة، والغنية فيما بعدها، فانتشرت بذلك ظاهرة تصوير الأفلام الإباحية واستغلال الصورة الماجنة، وخير دليل على ذلك هو وجود عدة مواقع مغربية إباحية على الإنترنيت، وأصبح المغرب بذلك بلدا لاستقبال مستثمرين في الدعارة، لجؤوا إلى اختيار أماكن راقية للتصوير بهدف جلب الزبناء، فانتقلت الدعارة من منازل عادية، إلى منازل راقية، وشقق مفروشة باهظة الثمن معدة خصيصا للطبقة الغنية، ورياضات، وفنادق سياحية فاخرة، إضافة إلى فيلات راقية ضخمة غالبا ما تكون في ضواحي المدن، تجلب زبناء نوعيين لها.