أعلن المرشح الديمقراطي المفترض السيناتور باراك أوباما أن القدس يجب أن تظل عاصمة لإسرائيل، مشدداً أنه لن يساوم في أمن تل أبيب. وقال أوباما - خلال كلمة أمام لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية أيباك -: أي اتفاق مع الشعب الفلسطيني يجب أن يحافظ على هوية إسرائيل كدولة يهودية لها حدودها الآمنة والمعترفة بها . وأضاف أن إدارته، حال انتخابه كرئيس للولايات المتحدة، ستقف إلى جانب إسرائيل في مواجهة كافة التهديدات، وستعمل على ضمان تفوقها العسكري في المنطقة. وأورد قائلاً في هذا الصدد: الذين يهددون أمن إسرائيل يهددون أمن الولاياتالمتحدة. وطالب المرشح الديمقراطي بعزل حركة المقاومة الإسلامية حماس حتى اعترافها بحق إسرائيل في الوجود، والاعتراف بالاتفاقيات السابقة، ونبذ ما أسماه بـ العنف ، مضيفًا أن إدارته لن تفاوض ما أسماها بـ منظمة إرهابية . وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال أوباما: إن إيران تشكل خطراً داهماً على إسرائيل، والولاياتالمتحدة والشرق الأوسط، وإن سياسة واشنطن تجاه الجمهورية الإيرانية فاشلة. وأردف يقول: سأبقي خيار اللجوء للقوة العسكرية مطروحاً للدفاع عن أمننا وعن أمن إسرائيل . وكان السيناتور الديمقراطي قد أعلن فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأربعاء، بعدما حصد ما يكفي من أصوات المندوبين إثر فوزه بانتخابات ولاية مونتانا، متوجهاً بالشكر نحو منافسته، هيلاري كلينتون، التي اعتبر أنها كانت مثالاً أعلى في الكثير من القضايا العادلة. ونفى أوباما أن تكون الانتخابات قد تسببت بانقسام في الحزب الديمقراطي، قائلاً إن التنافس أقنع كافة الأمريكيين بأن الأمر لا يقتصر على تغيير الحزب الحاكم في واشنطن، بل تغيير واشنطن نفسها، مطلقاً حملة عنيفة ضد المرشح الجمهوري، جون ماكين، فاتحاً بذلك المواجهة المباشرة بين الحزبين للفوز بالبيت الأبيض. بالمقابل، أقرت كلينتون، بفوز منافسها الحزبي، باراك أوباما، رغم فوزها بأصوات ولاية داكوتا الجنوبية، في حين عرضت مصادر مقربة منها إمكانية ترشحها إلى جانبه في منصب نائب الرئيس. وكانت كلينتون قد قالت في خطاب ألقته الأربعاء: إنها لن تأخذ حالياً قرارات حاسمة حول خطواتها القادمة، وخاصة بالنسبة لحملتها الانتخابية. وقالت كلينتون: في الأيام المقبلة سأستشير المناصرين وقادة الحزب لتحديد كيفية السير قدماً، واضعة مصلحة الحزب والبلاد نصب عيني . بالمقابل، تحدث أوباما من ولاية مينيسوتا، ملقياً خطاباً نارياً، خصص القسم الأكبر منه لتوجيه انتقادات لاذعة نحو منافسه الجمهوري، جون ماكين، معلناً فتح المعركة الرئاسية بين الديمقراطيين والجمهوريين على مصراعيها. وقال أوباما: أرحب بماكين وأقدر إنجازاته، وإن رفض الاعتراف بإنجازاتي، خلافي معه ليس شخصياً، بل سياسياً، لأن وقوفه مع بوش في 98 في المائة من المناسبات أمام الكونجرس ونيته المحافظة على سياسته الاقتصادية والاجتماعية وخطته حيال العراق لأربعة أعوام مقبلة ليس تغييراً . وأضاف قائلاً: لن أقف هنا وأقول إن هناك الكثير من الخيارات في العراق، لكنني أقول: إنني لن أقبل بقاء القوات الأمريكية فيه لمائة عام، رغم تشتت الجيش وتجاهلنا للمخاطر الأمنية الأخرى وعزل الولاياتالمتحدة خلال الفترة الماضية، يجب أن نخرج من العراق بحرص شديد كما دخلنا بطيش شديد . وحدد أوباما معالم سياسته الخارجية بالقول: يجب مواصلة مطاردة قادة القاعدة بأفغانستان ومواجهة المخاطر العالمية المقبلة من أمراض ومسائل طاقة، وجعل قادة الديكتاتورية حول العالم يعرفون موقفنا . وقال السيناتور الأمريكي: ماكين تفاخر بزيارة العراق، ولكن حبذا لو زار المدن الأمريكية لرأى وفهم ما يحدث من مصاعب اقتصادية .