مشاكل كبيرة تواجه الداعية وهو يمارس واجبه الدعوي فيجد نفسه في حيرة ولا يدري كيف يتجاوزها أو يتعامل معها منها الرياء الذي قد يتسرب إليه دون أن يشعر ومسألة ضيق الأفق حتى انه لا يرى في الأمور إلا ما يراه هو.. ولا يجد للغير حظا من الصواب فكيف يمكن أن يقوم الداعية بالتفنن في دعوته سواء في خطبه ومواعظه دون أن يتسرب الرياء إليه؟و كيف يمكن معالجة آفة ضيق أفق الداعية؟ إن الله يحب الإحسان، ويحب المحسنين، كما قال الله عز وجل: (والله يحب المحسنين)، وإذا كنت تقصد بكلمة التفنن أن تحسن الخطاب وتحسِن طرق التواصل ووسائله لكي تكون ناجحة ومؤثرة وتبلغ القصد منها، فهذا داخل في الإحسان الواجب في الدعوة قبل غيرها.. لكن ما يخالط القلب من هواجس الخوف من السقوط في الرياء فهو أمر متفهَّم ومدروك يحتاج منك أن توطن نفسك على الإخلاص وتستعين بالله في ذلك، لأن ترك الإحسان مذموم، وتركه من أجل الناس حتى لا تكون مرائيا هو رياء كذلك. ولذلك أحسن وأخلِص حتى تُكتب إن شاء الله تعالى عند الله من المحسنين المخلصين. أما فيما يخص ضيق أفق الداعية فأقول بأنه يقينا ضيق الأفق عند الداعية يؤدي إلى انسداده، ولا مخرج ولا منجى من ضيقه وانسداده إلا بالمنهج الصواب الذي رسم معالمه الإمام الشافعي حينما قال: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، وهذا علاج ضيق الأفق، فالانفتاح على الآخر، وأخذ ما عنده من الصلاح والصواب والنزول عنده دون تلكؤ أو تكبر، كفيل إن شاء الله بأن يوسع الأفق.