السلام عليكم ورحمة الله، أنا أم لثلاثة أطفال، أكبرهم عمره 10 سنوات، والأصغر عمره 4 سنوات، مشكلتي أن أبنائي دائمي الشجار بينهم على أتفه الأسباب، لا يحترمون وجودي ولا وجود والدهم، ويتشابكون كثيرا فيما بينهم، المشكلة أني لا حظت قبل شهر واحد ابني الأكبر أصبح يعرض عن مكالمة إخوته؛ كلما نشب بينهم شجار ما، ورغم محاولاتي منعه من تلك العادة السيئة؛ إلا أني لم أفلح، بل بالعكس، الأمر أخذ يتطور، وفي آخر مرة؛ قاطع أخويه لمدة أربعة أيام كاملة، لم تفلح معها محاولاتي معه في نسيان الشجار، بل ويشترط كلما نشب شجار بينه وبين إخوته؛ أن يعتذروا له كي يكلمهم من جديد، أرجوكم أخبروني كيف أمنع أبنائي من عادة الشجار الدائم بينهم؟ وكيف أمنع ابني من مزاولة عادة المقاطعة السيئة؛ خشية أن تكبر معه، ويتطور الأمر إلى ماهو أسوأ؟ أم علاء ـ تازة ـ *** اغرسى في أبنائك معنى الأخوة وآدابها يبدو أن هناك مشكلتين: مشكلة تشاجر الأبناء، ومشكلة مقاطعة الإبن الأكبر لإخوته. فبخصوص المشكلة الأولى: اعلمي أن سلوك تشاجر الأبناء فيما بينهم؛ هو ظاهرة طبيعية بين الإخوة، يمر بها عدد من أبنائنا، فتارة يتشاجرون على اللعب، أوعلى الأكل، أو على الملابس. لكن كيف نسيطر على هذا السلوك، حتى لا يصبح ظاهرة، ونقلل من عدوانيته وآثاره، خاصة وأنك ذكرت أن الإبن الأكبر أخذ يقاطع إخوته؟. لذلك أقترح عليك النصائح التالية: ـ العبي مع أبنائك، واقتربي منهم أكثر، فقد تكتشفين السبب الأصلي في شجارهم (ابن أناني يريد تملك كل شئ، ابن قوي يريد دائما الغلبة، ابن مستضعف)، وقد يكون ذلك بسبب وجود إهمال. ـ اخرجيهم إلى فضاءات مفتوحة ليلتقوا بأطفال آخرين، فيتعلمون ويتدربون على تقنيات العمل الجماعي، وهنا أقترح تسجيلهم بإحدى النوادي الرياضية، أوالجمعيات الثقافية، ليفجروا طاقاتهم. ـ علميهم أن لكل واحد حقه، لكن هناك شئ بين الإخوة اسمه الإيثار. ـ اغرسى فى أبنائك معنى الأخوة وآدابها. واعتمدي أسلوب القصة والحكى لإيصال العبرة. ـ إذا كنت ممن يتشاجر وزوجه أمام الأبناء؛ فدعك من هذا السلوك. ـ اعدلى بين أبنائك في المعاملة، وفي الهدية، بل حتى في القبلة، فغالبا ما يكون سبب تشاجر الأبناء مرده إلى البحث عن المكانة. ـ أما المشكلة الثانية؛ وهي مقاطعة الإبن الأكبر لإخوته عقب كل شجار، فأقترح عليك ما يلي: ـ تنزيل النصائح السابقة، لأنها حتما ستخفف من حدة المشكلة الأولى. ـ كرري فتح الحوار مع ابنك الأكبر، وحاولي إقناعه أن مقاطعة إخوته ليست حلا، بل عليه كأخ أكبر أن يساعد فى حل مشكلات إخوته؛ بأن يكون قدوتهم بالتوفيق بينهم، وأن يصاحبهم ويشاركهم. ـ أخبريه بخطورة المقاطعة في الإسلام، وبجزائها وأثرها السيء على العلاقات بين الناس، فكيف بين الإخوة الأشقاء؟. في الأخير أقول للأم السائلة، أبناؤك هم بستان عمرك، فاحرصي على سقايتهم بانتظام، ومكونات هذا السقي هو: ـ القدوة الحسنة ـ الحوار دائما ـ المشاركة ـ الإنصات ـ وحضور الأبوين.