كيف يمكن للداعية تنمية مهارات الإلقاء والتواصل؟ الإلقاء هو الصورة التي يتلقى بها المدعو خطاب الداعية إلى الله تعالى. فهو، من ثَمَّ، الغاية التي ينتهي إليها الجهد السابق كله، من اختيار الموضوع وجمع المادة وحسن تصنيفها وتهيئها.... لذلك كان أخطر مؤثر في الدعوة إلى الله. خصوصا ونحن نعلم أن العبرة بالخواتيم. كم من داعية يجتهد في الاختيار وفي الإعداد لكنه عند الإلقاء يرتبك ويرتعش ويعرق وتتقطع أنفاسه، ويتبعثر صوته، وتختلط أوراقه، وتتبخر معلوماته... فيصبح بحاله تلك علامة من علامات الساعة لا داعيا إلى رب العزة. ؟إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهلِه فانْتَظرِ الساعة؟ في حين تجد الداعية الناجح، بحسن إلقائه، يجعل من الكلام البسيط شيئا معتبرا، يعجب الناس بما يقول ويحدث فيهم أثرا طيبا. إن الداعية إلى الله وسيلة دعاية لما يحمله. لذلك كان أخشى ما يخشاه الدعاة إلى الله أن يصبحوا منفرين. وعليه، يتضح أن مسألة الإلقاء الجيد من أخطر القضايا في حياة الدعاة إلى الله تعالى. فالواجب الذي لا يتم الواجب إلا به يدعو الداعية إلى السعي الدؤوب لأجل اكتساب مهارات الإلقاء الجيد، والصبر على التمرن على ذلك. فمن الآفات القاتلة أن عددا من الناس يحسبون أن مهارات الإلقاء والقدرة على التأثير أمور موهوبة لا دخل للاكتساب فيها، وهذا فهم خطير إذ يقتل العمل على تحسين القدرات وتنمية المهارات ويسلم صاحبه للجمود والتراجع. وقصية تنمية القدرة على الإلقاء الجيد تستدعي المدارسة المتأنية لعدد من القواعد والآليات مع الاجتهاد في العمل بها وتطبيقها. وحسبنا في هذه العجالة التنبيه على جملة من قواعد الإلقاء الجيد: قبل الإلقاء: - الاستعانة بالله والثقة فيه وإخلاص العمل له - ضبط الموضوع ـالعناية بالهندام فإن له أثرا معتبرا. - هيئة الإلقاء المناسبة للحال. أثناء الإلقاء: سلامة اللغة وحسنها فإن من البيان لسحرا ـ الانتباه إلى قيمة الصوت فتتجنب الأصوات المنفرة، ويبتعد عن الرتابة، وتستعمل المؤثرات الصوتية - لغة الجسد المتمثلة في الحركات التلقائية والتفاعل العادي ـ الحرص على تجنب عوامل التشتيت من كلمات متكررة أو حركات مثيرة. المهم أن هذا الأمر مدارسة وممارسة، وإنما العمل بالتعلم ومن سار على الدرب وصل. والحمد لله رب العالمين.