وجه الإتحاد الأوربي، عقب اختتام مجلس الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوربي يوم الاثنين 20 مارس 2008، دعوة للمغرب من أجل حضور أعمال المجلس الأوربي للدفاع، الذي سيعقد في شتنبر المقبل، وهي أول دعوة من نوعها، يوجهها الاتحاد الأوربي للمغرب الذي يعتبر من بين شركائه الأساسيين، كما عرف اللقاء تقديم مجموعة من المبادرات والمقترحات التي تجمع بين الهجرة والدفاع العسكري، ويعكس ذلك بحسب مراقبين، الحيوية التي بات يشكلها المغرب بالنسبة للأمن الأوربي، بفعل تزايد مخاطر الهجرة السرية والارهاب، على حدوده الجنوبية. وقد عرف اللقاء مطالبة اسبانيا للاتحاد الأوربي مشاركة المغرب في تسيير ومراقبة الهجرة السرية، ضمن وكالة الحدود الأوربية الخارجية بطلب من اسبانيا، التي طالبت دول الاتحاد بالتعامل مع المغرب على قدم المساواة مع تركيا، وتبعا لذلك، وضع الاتحاد الأوربي استراتيجية ثنائية مع المغرب، تنص على منحه دورا محوريا في جميع المخططات المتعلقة بالدفاع والتنمية والأمن، وقد خلصت الدورة إلى تشكيل لجنة مغربية أوروبية من أجل تقديم مقترحات مفيدة لدمج المغرب في مخططات واستراتيجيات الاتحاد الأوروبي ما بين 2007 ـ .2010 ودعا الاتحاد الأوربي في ختام الدورة السادسة لمجلس الشراكة المذكور، إلى تكثيف التعاون الأمني بين دول اتحاد المغربي العربي، وإلى النهوض بتعاونها من أجل اندماج اقتصادي أفضل، مشيرا إلى أن الخسائر الناجمة عن غياب الاندماج كبيرة، ويمكن تجاوزها عبر تعاون مكثف في مجالات مثل النقل والطاقة والفلاحة والسياحة. من جهة أخرى، حل بالمغرب وفد أمني اسباني الثلاثاء الماضي، برئاسة كاتب الدولة في الأمن، أنطونيو كماتشو فيسكاينو، وحسب بلاغ لوزارة الداخلية أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، فإن الوفد الاسباني عقد اجتماعا مع نظيره المغربي، استعرضوا خلاله مختلف جوانب التعاون بين البلدين، في ميدان الأمن ومكافحة الإرهاب والهجرة السرية. في سياق ذلك، قال وزير الدولة المكلف بالشؤون الأوروبية في حكومة مدريد، ألبرتو نافارو، في تصريح نقلته القدس العربي، إن اسبانيا تدافع وسط الاتحاد الأوروبي عن استراتيجية مع المغرب شبيهة بتلك التي يدافع عنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع تركيا لتعويضها عن الانضمام الي الحظيرة الأوروبية، مؤكدا أن أي استراتيجية أمنية جديدة يجب أن تهتم بالمغرب الذي هو جارنا المباشر. فاستقرار وأمن وتقدم وازدهار المغرب يعني استقرار وأمن وتقدم اسبانيا، على حد قول المسؤول الإسباني.وتأتي هذه التطورات الجديدة في توجهات دول الاتحاد الأوروبي بعدما كان قد طرح منذ سنتين مفهوم دول الجوار، غير أن التصورات الجديدة التي تلوح في الأفق تؤكد، على ما يبدو، وجود مخطط أكبر ويفوق مفهوم حسن الجوار الذي كان من قبل.