تؤكد فاطمة القباج عضو المجلس العلمي الأعلى على أن أهم التحديات التي تواجه المرأة المسلمة هي المواثيق الدولية التي تدعو إلى إشاعة الحرية دون قيد أو شرط، لتضيف إليها العولمة الكاسحة. وتدعو فاطمة القباج المزدادة بفاس سنة ,1939 والتي تعد من ضمن أول فوج نسائي تخرج من جامع القرويين، إلى مناصرة النساء المعذبات في تندوف والعراق وفلسطين بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتوضح دور المرأة في المجالس العلمية من خلال التوعية الدينية بالمساجد والمؤسسات الخيرية والسجون والعالم القروي. بداية كيف تنظرين إلى مناسبة اليوم العالمي للمرأة؟ المرأة تشكل نصف المعمور، وكل امرأة مسؤولة عن موقعها من تقدم المرأة وطنيا ودوليا عبر تحقيق إنسانيتها وكرامتها. وكل امرأة مسؤولة عن تحقيق التطور والازدهار بإعطائها القدوة الصالحة من النساء، وهي لا تكون قدوة إلا بتجسيد الأخلاق والقيم الدينية. وكل امرأة مكرمة في هذا اليوم محتاجة إلى من يقدرها، كما أن كل امرأة محرومة ومعذبة محتاجة إلى من يخرجها من الحرمان والإهانة، وإلى من ينقذها، فأخواتنا معذبات في تندوف والعراق وفلسطين الحبيبة. ما هي التحديات التي تواجه المرأة المسلمة؟ أول ما يواجه المرأة المسلمة ومن خلالها الأسرة والأمة المسلمة المواثيق الدولية والمؤتمرات العالمية التي حاولت أن تؤسس لأفكار ضد الدين، مثل الحريات بدون قيد أو شرط، ومنها الحرية الجنسية والإجهاض والزواج المثلي، كالذي شهدته مدينة القصر الكبير أخيرا، وهو ما يفسد الأسرة وبعدها المجتمع. ومن ضمن هذه المؤتمرات مؤتمر بكين. ومن التحديات التي تواجهها المرأة والأسرة المسلمة أيضا العولمة الكاسحة الهدامة والماسخة لكيان الدول والحضارات، ومع ذلك فالعالم الإسلامي يتودد لهذه العلومة التي تريد مسخ فكرنا بإشاعة الحرية الشخصية وحرية التملك وبت الأحواء المخالفة لديننا، وهذه العولمة تسعى لتفتيت كياننا. ومع ذلك فنحن لا نرفض العلومة النافعة والتي تنسجم مع حضارتنا ونحن مع تقريب المسافات في ماهو نافع للجميع. وما هو العلاج في نظرك؟ بداية العلاج في نظري بالعلم والتكوين والتشبث بالشخصية الإسلامية، حتى لا تبقى المرأة المسلمة طعمة سائغة لغيرها، وبتقوية المناعة الدينية والفكرية. ماذا حققت المرأة من خلال مشاركتها في المجالس العلمية لأختها المغربية؟ المرأة في المجالس العلمية تعمل على تقوية المرأة ومن خلالها باقي أفراد الأسرة، إذ تعمل على الإنقاذ من الجهل بالدين واللغة، كما تعمل على إشعار الفرد بإنسانيته. وقد بلغ عدد الأنشطة التثقيفية والتنويرية التي قدمتها الخلايا المكلفة بشؤون المرأة وقضايا الأسرة بالمجالس العلمية الوطنية 160 ألف نشاط خلال سنة ,2007 وبلغ عدد المستفيدات من حملات محو الأمية بـ 250 مسجدا وفضاء تشرف عليها 21 خلية على مجموع التراب الوطني. وساهمت حملات محو الأمية بالرفع من المستوى الفكري بالعالم القروي على الخصوص نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قافلة التنوير التي نظمتها خلية مكناس واستفادت أكثر من 30 قرية. وولجت نساء المجالس العلمية المؤسسات الخيرية والتعليمية كما ولجت الإصلاحيات والسجون تقدم دروس التوعية ونشر الفكر الديني في أوساط النزيلات مما حقق نتائج إيجابية.