تطغى على جل اجتماعاتنا آفة الغياب والتأخر دون تقديم عذر مقبول، فأغلب لقاءاتنا تعقد بعد ساعة من الموعد المحدد، وقد أثر علي هذا الأمر حتى أني أصبت في الآونة الأخيرة بهذه العدوى وأصبحت أتاخر وأقول بيني وبين نفسي الجميع يتأخر فلماذا أذهب في الموعد وأبقى أنتظر. لكني أعود وأقول بأن هذا لن يزيد الأمر إلا تعقيدا. مما ابتلي به المسلمون اليوم، وكثير من أبناء التنظيمات الإسلامية، آفة الغياب أو التأخر عن الاجتماعات التي قد ترتبط بها قرارات وأعمال تهم مصلحة المسلمين على العموم، ومن هنا كان التأخر والغياب في الاجتماعات واللقاءات آفتين خطيرتين قد تقتلان العمل وتأتيان على الأخضر واليابس. ومما قد يغفل عنه المتأخر أو المتغيب أن عمله مسؤولية وأمانة، وتفريطه تفريط في الأمانة، وتضييع للمسؤولية، ولا دين لمن لا أمانة له كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث أيضا: إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع. فأداء الأمانة على الوجه المطلوب واجب شرعي، كما تدل على ذلك كثير من نصوص الشريعة، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: أد الأمانة إلى من ائتمنك، وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)...، والغريب أنك قد تجد المسلم يحافظ على كثير من الواجبات كالصلاة في وقتها وغيرها، ولكنه قد يعقد موعدا مع غيره، ويخلفه، أويتهاون في حضوره في الوقت... وينسى أنه وعد قطعه على نفسه، وأنه من الأمانات المطلوب أداؤها، والعهود المطلوب الوفاء بها، قال تعالى: وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا. وأهيب بالأخت السائلة إلى ضرورة مواظبتها على حضور اجتماعاتها في الوقت دون تغيب أو تأخر، وأنها على ثغر من ثغور الإسلام فلتحذر أن تؤتين من قبله، وأن إساءة الجماعة لا ينبغي أن تبرر إساءة الفرد، إذ مسؤوليتنا بين يدي الله يوم القيامة فردية قبل أن تكون جماعية، قال تعالى: وكلهم آتيه يوم القيامة فردا، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى.