كثيرة هي آلام وآمال أسر السكارى، آلام يومية يسببها هؤلاء لرفيقات حياتهم أو أبنائهم الذين يتطلعون لكي يقدم آباؤهم القدوة الحسنة لهم ليفخروا بهم أمام زملائهم، وتحطمت آمال الأبناء منذ أن أدركوا أن آباءهم يشربون الخمر فيفقدون السيطرة على تصرفاتهم.. التجديد استمعت لآلام هؤلاء فأنجزت الاستطلاع التالي: يسبونني بابنة السكير لم تستطع سعاد (18 سنة )أن تنسى صورة والدها لما كان يعود في المساء مخمورا فيمطرها بوابل من الألفاظ المشينة، صورة ظلت تراود مخيلتها رغم أنها لم تعد تسكن معه بعد أن انفصل عن أمها ، تقول سعاد ودموعها تكاد تنهمر كان أبي يعود في المساء وهو مخمور فيبدأ في الشجار مع أمي فأبدأ أبكي فيضربني ضربا مبرحا، وذات مرة رماني حتى ارتطم رأسي بالأرض وأخذتني والدتي إلى المستشفى فقالت للطبيب إنها سقطت لوحدها على الأرض . كان الخمر سببا في تشتيت أسرة سعاد بعد أن سئمت والدتها العيش مع أبيها رفقة أخيها الأصغر، تصف سعاد المعاناة التي خلفها هذا الوضع قائلة كنت دائما أتمنى أن أكون مثل العديد من صديقاتي أنعم بحياة هادئة ومستقرة، إذ كنت أجد صعوبات في مراجعة دروسي ليلا كما أن بعض الفتيات يسبونني بابنة السكير، هذا ما جعلني أخجل من أن أقول له أبي. كسر صحنا على رأسي لا تخلو البيوت المغربية من مشاكل، غير أن البيوت التي يتناول أصحابها الخمر تتعقد فيها المشاكل، فتصبح السمة الغالبة في البيت هي الشجار والخصام الذي لا ينقطع إلا بانقطاع رب الأسرة عن تناول الخمر. تحكي فاطمة (37 سنة)وهي ربة بيت عما تعانيه مع زوجها الذي يتعاطى للخمر قائلة في المساء يعود زوجي مخمورا ويسبني لأتفه الأسباب، أنصحه دائما بالابتعاد عن الخمر وأدعوه ليتوب قبل فوات الآوان، لكن غالبا ما يكون الجواب هو الضرب، وتضيف فاطمة بالقولذات مرة عاد زوجي كعادته سكرانا وأمرني بأن أطبخ له في وقت متأخر من الليل وأطفالي نيام فحاولت أن أقنعه بأن الأكل موجود ولا داعي لأن أطبخ من جديد، فأخذ صحنا فكسره على رأسي ونقلني بعدها للمستشفى. أصدقاء السوء لا يتركونه لحال سبيله زهور (34 سنة) لا تسلم بدورها من تعنيف زوجها لها بسبب تعاطيه الخمر والمخدرات، فهو يضربها كلما حاولت أن تثنيه على الإقبال على أم الخبائث، تقول زهور باستياء عميق: زوجي لا يسمع لكلامي بل ينهرني ويضربني كثيرا كلما قلت له عليك أن تبتعد عن الخمر، وذات مرة نقلت إلى المستشفى بسبب تعنيفه لي ورفعت دعوة الطلاق غير أن أسرته وأسرتي حالت دون ذلك بحجة أن لنا أبناء، ووعدني أن لا يعود للخمر ثانية، غير أن أصدقاء السوء لا يتركونه لحال سبيله. لا يصلح أن أن يكون لنا أبا صالحا يحكي مراد (16 سنة) عن ما سببه له تعاطي أبيه للخمر من مشاكل نفسية صعبة قائلا لما يعود أبي إلى البيت يبدأ في سبي وضربي لأتفه الأسباب، كما يضرب أمي وأخواتي فنذهب ليلا عند جدتي قصد المبيت ونتركه وحيدا، فيتبعنا فيبدأ في الصراخ والعويل في الشارع، لم يكتف والد مراد عند هذا الحد بل ظل يشرب الخمر إلى حد الإدمان وغادر عمله فظل على حاله بالبيت، مما جعل زوجته تخرج للعمل من أجل تحمل مصاريف البيت، يقول مراد لم يعد أبي يعمل فاضطرت أمي للخروج للعمل خادمة بالبيوت من أجل أن تتحمل مصاريفنا غير أنه يعترض سبيلها من أجل منعها عن العمل، لكن أخيرا اكترت بيتا بعيدا عنه حتى لا يضايقها ورفعت دعوى للطلاق منه بعدما أقنعناها بأنه لا يصلح أن يكون لها زوجا وأن يكون لنا أبا صالحا.