بعد أسابيع من الغموض حول عدم التحاق السفير الجزائري الجنرال العربي بلخير بمقر السفارة الجزائريةبالرباط إثر تعيينه من قبل الرئيس الجزائري عبد العزيزي بوتفليقة في شهر غشت الماضي، التحق السفير الجزائري الجديد يوم الإثنين 14 نونبر بالمغرب ليضع بذلك حدا لجميع التكهنات التي أثارها غيابه في فرنسا للعلاج مباشرة بعد تعيينه سفيرا لبلاده بالمغرب فوق العادة. وعزت مصادر ديبلوماسية جزائرية حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسيةأف ب إلىإجراءات ديبلوماسية عادية لوزارة الخارجية الجزائرية. وقد فسرالمراقبون تأخر بلخير في الالتحاق بسفارة بلاده في الرباط بالانتقادات المتبادلة بين المغرب والجزائر بشأن موضوع الهجرة السرية للأفارقة، والتي برزت للوجود أياما قليلة بعد تعيين بلخير يوم 24 غشت المنصرم، فيما فسرت بعض الصحف الجزائرية ذلك التأخر برفض الجنرال القوي المتقاعد المنصب الذي اختاره له بوتفليقة بهدف التخلص منه وإبعاده عن دواليب السلطة في الداخل. وقد استقبل الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري أول أمس الإثنين السفير الجزائري الجديد، وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن بلخير سلم للفاسي الفهري، خلال الاستقبال، نسخا من أوراق اعتماده كسفير مفوض فوق العادة للجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية. ويعتبر بلخير أحد الرجال النافذين، الذين لعبوا أدوارا كبرى في التاريخ السياسي للجزائر، وكان حاضرا في أهم المحطات التي رسمت صورة الجزائر الحالية، ومن تم فإن تعيينه سفيرا بالمغرب يعتبر محطة لتدشين علاقات طبيعية بين البلدين، بالنظر إلى مكانة بلخير الذي يعد من أنصار التقارب بين الجارين المغاربيين. وكان بلخير قد صرح ليوميةلوموند الفرنسية في غشت الماضي إثر تعيينه بأن أولويته ستكون هيإقامة الثقة بيننا وبين المغرب وخاصة وضع جسر اتصال بين البلدين، وأضاف: إننا مجبرون على أن نتفاهم فيما بيننا، ونقلت جريدةلوموند عن مصدر جزائري، فضل عدم ذكر إسمه، إن بلخيرهو رجل التوافقات.