عقب كل أحداث الشغب التي تحصل بمناسبة التظاهرات الكروية المرتبطة بالبطولة الوطنية، تتجدد الأسئلة حول الأطراف الضالعة في تأجيج العنف والفوضى سواء داخل الملعب أو تلك التي تندلع خارجه عقب نهاية المباريات وتمتد إلى الفضاء العام، وخلال كل مناسبة مأساوية كالتي عرفها ملعب محمد الخامس هذا الموسم الكروي في مناسبتين، الأولى شهر دجنبر الماضي في مقابلة الديربي 119 بين الغريمين الرجاء والوداد، والثانية في 20 مارس المنصرم بعد نهاية مباراة الرجاء البيضاوي وشباب الريف الحسيمي، تجد فصائل "الألتراس" نفسها في قفص الاتهام بسبب ما يلصق بها من عوامل يراها البعض تساعد على تهييج المتفرجين لمستوى يفقد الفرد القدرة على السيطرة في سلوكاتهم وتحركاتهم. بالنسبة للسلطات الأمنية فإن مجموعات "الألتراس" تبقى المتهم الأول في إشعال فتيل أعمال الشغب إلى أن تثبت براءتها، فحسب مصدر أمني مسؤول بولاية أمن الدارالبيضاء، فإن الإجراء الأخير الذي اتخذته الولاية في حق مجموعات المشجعين ومنع أنشطتهم على مستوى جهة الدارالبيضاء، يحمل المسؤولية لهذه الفصائل في كثير من حوادث العنف التي عرفها مركب محمد الخامس. وأوضح نفس المصدر في تصريح ل "التجديد"، أن الإجراء الأخير الذي سيشمل كل المجموعات النشيطة على مستوى النفوذ الترابي لولاية أمن البيضاء، يهدف إلى إعادة الأمان إلى ملاعب كرة القدم، معتبرا أن هذه المجموعات تشتغل بأشكال مخالفة للقوانين الجاري بها العمل فيما يتعلق بالتجمهر والتجمعات العامة، وبالتالي فإنها طريقة تحركاتها تثير القلاقل فيما بين جماهير الفرق الرياضية. وأضاف المسؤول الأمني المكلف بالخلية الرياضية أنه سبق للسلطات الأمنية أن حضرت اجتماعات صلح بين ممثلين عن فصائل جمهور فريق الرجاء البيضاوي من أجل تذويب الخلافات بينهما وعقد اتفاق صلح بين الأطراف المتصارعة، غير انه سرعان ما تعود الأجواء إلى التوتر والاحتقان وتطفو على سطح العلاقة بينهما الخلافات التي تتطور إلى مواجهات تأخذ في بعض الأحيان أشكالا دموية. الألترات ترسم البهجة والفرجة ولا تدعو للعنف غير أن سعيد توفيق ابن حي درب السلطان بالدارالبيضاء من ألتراس "إيغلز" يرفض وصف مشجعي الألتراس بأنهم "أصحاب الفوضى"، وأضاف في حديث مع "التجديد" أن مجموعات الألترا تنبذ العنف داخل وخارج الملاعب، لكنه يعتبر أن بعض السلوكات التي يقوم بها محسوبون عليهم لا تتم عن سبق إصرار وترصد وإنما تصدر بشكل عفوي بعد تعرضهم للاستفزاز من طرف جمهور الخصم أو رجال الشرطة، وتابع قائلا، "الألترا في المغرب عرفت طفرة نوعية وأبانت في أكثر من مناسبة عن وعي ونضج سياسي والتزام اجتماعي مع مختلف القضايا الوطنية والعربية"، وأضاف "الألترات ترسم أجواء فرجوية داخلا مدرجات الملاعب من خلال الأغاني والأهازيج والعروض فنية الإبداعية والتي لا تخلو من رسائل ضد الأطراف الفاسدة سواء داخل الجامعة أو المكاتب المسيرة"، ونفى المتحدث أن تكون هذه المواقف محرضة على العنف والشغب الذي يحدث حسبه بدون سبق إصرار وترصد وإنما يتطور بشكل عفوي لأسباب مختلفة، وأبرز أن نسبة كبيرة من الشباب المنتمي لهذه المجموعات تتملكه طموحات لبلوغ لتحقيق أحلامهم لكنهم لا يحظون بالاهتمام الكافي من الدولة والمجتمع. أزيد من 6 قتلى وعشرات الجرحى في ظرف 3 أشهر فقط ! خطف الشغب المرتبط بالتظاهرات الرياضية للبطولة الوطنية لكرة القدم خلال الموسم الكروي الحالي، والذي كانت الفصائل المشجعة طرفا فيه بسبب حسابات سابقة فيما بينها، أرواح أزيد من ستة أشخاص وتسبب في إلحاق أضرار جسدية لعشرات الأفراد، وذلك خلال 3 أشهر فقط. فبرسم الدورة ال 16 من منافسات البطولة الوطنية التي جمعت بين فريقي الجيش الملكي والوداد البيضاوي على ملعب الفتح بالرباط، منتصف شهر فبراير الماضي، لقي أربعة مشجعين من أنصار هذا الأخير مصرعهم في حادث سير، على خلفية مواجهات بالحجارة بين محسوبين على أنصار الفريقين، كما أسفرت عن ثلاثة جرحى تعرض أحدهم لبتر رجله بعد إجراءه عملية جراحية بإحدى المصحات الخاصة. وفي ال 20 من شهر مارس المنصرم والذي بات يعرف بيوم "السبت الأسود"، أدت المواجهات العنيفة بين فصائل فريق الرجاء البيضاوي إلى مقتل 3 من مشجعي الفريق الاخضر، قاصرين وشاب يبلغ من العمر 21 ربيعا، بالإضافة إلى أزيد من 60 مصابا بجروح متفاوتة الخطورة، في حصيلة هي الأعلى في تاريخ المشادات والمواجهات العنيفة التي عرفتها مدرجات الملاعب المغربية.