اتهم الربابنة الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية (لارام) محمد برادة، بإدلائه بتصريحات تزيف المعلومات، بل وإطلاق عبارات قدف في حقهم، في إشارة إلى التصريحات التي أدلى بها برادة للقناة الثانية المغربية (دوزيم) أخيرا، والتي اتهم فيها الربابنة بالنية في الإساءة إلى الشركة وأطرها وزبنائها، وكذا الإساءة إلى بلدهم، وإلى اقتصاده، وإلى القطاع السياحي الذي تبذل الحكومة، والمواطنون من أجله جهودا ملحوظة بهدف خلق مناصب شغل. وقال هؤلاء الربابنة، الذين قرروا مواصلة إضرابهم احتجاجا على قرار إدارة الشركة طرد ستة من زملائهم لأسباب واهية بحسبهم، إنهم أول من يدافع عن صورة الطيار المغربي، وعلى مصالح الشركة التي يعملون بها. ورد الربابنة على رئيس شركة الخطوط الملكية المغربية، في آخر بيان صادر عن الجمعية المغربية لربابنة الطائرات، بالقول إن جسم الطيارين بالشركة يضم رجالا ونساء يتحلون بروح المسؤولية العالية في تأدية واجبهم المهني والوطني، وفي الحفاظ على مصالح المجموعة. وخلافا لما صرح به محمد برادة من أن إضراب الربابنة يأتي للمطالبة بتحسين أجورهم التي تبقى من أعلى الأجور على المستوى الوطني، على حد قول برادة، أكد الربابنة أن احتجاجهم ضد الشركة لا يمت إلى مشكل الأجور بصلة، لكنه يستند أساسا على إشكالية برمجة الرحلات، والحق في العطل والراحة، ومدى احترام المعايير الدولية المتفق عليها من أجل سلامة الرحلات الجوية. وكان الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية قد طلب في وقت سابق من ربابنة الطائرات والمتعاونين استئناف عملهم خدمة لصالح الشركة، وليس البحث عن خدمة المصالح الشخصية أو الفئوية، على حد قوله. وعزا برادة، الذي كان مساء الأحد الأخير ضيفا على نشرة القناة الثانية (دوزيم)، هذا الإضراب إلى أسباب رسمية (وهو ما يسميه الربابنة تسريحات) وأسبابا خفية، مشيرا إلى أن السبب الرئيس للإضراب يعود إلى مطالبة الربابنة بالرفع من أجورهم إذا ما كلفوا بقيادة طائرات الشركة الجديدة التي تعتزم لارام الإعلان عن مشروع جديد بشأنها، وهي شركة موجهة لنقل السياح الأوروبيين إلى وجهات سياحية وطنية. مطلب الزيادة هو محط رفض شركة الخطوط الملكية، ذلك أن الزيادة في الأجور التي يطالب بها الربابنة لا يمكن أن تتيح أبدا للشركة الجديدة أن تكون تنافسية وفق تصريح برادة. ولم تتمكن التجديد بالاتصال بالمسؤولين في الشركة الخطوط الملكية المغربية، لكنها توصلت في الآن ذاته بنسخة عن بلاغ صادر عن الشركة، لم تتطرق فيه أبدا إلى الحركة الاحتجاجية التي ينفذها الربابنة. واقتصر البلاغ على التأكيد بأن الشركة أنها استطاعت أول أمس (الإثنين) أن تؤمن نقل 70 % من المسافرين، فيما دبرت سفر أزيد من 75 % من المسافرين أمس (الثلاثاء). كما اتصلت التجديد بأحد هؤلاء الربابنة المضربين، الذي أكد أن لا جديد يلوح في الأفق بشأن إمكانية فتح حوار مع الإدارة، بعد إصرار الشركة على إغلاق أي باب للتحاور. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أتمنى أن تُتخذ مبادرة على أعلى مستوى، لأن المشكل تخطى مستوى شركة الخطوط الملكية المغربية، وأَضحى مشكلا يهم المصلحة الوطنية ككل. ونفى المصدر أن يكون للإضراب علاقة بما يشاع من خبر خوصصة الشركة، مشيرا إلى أن الجمعية المغربية لربابنة الطائرات لا يمكنها أن تعلن إضرابا عن خوصصة الشركة حتى تظهر بالكامل معالم هذه الخوصصة وتفاصيلها. يشار إلى أن الجمعية المغربية لربابنة الطائرات قد قررت، في اجتماع عقدته الأحد الأخير، تمديد إضرابها لمدة أربعة أيام أخرى، إلى أن تستجيب إدارة شركة الخطوط الملكية المغربية لمطلب الحوار حول مراجعة قرارات طرد الربابنة الستة. يونس البضيوي