مجلس النواب يصادق بالأغلبية على الجزء الأول من مشروع قانون المالية لسنة 2025    فيضانات إسبانيا.. طبقا للتعليمات الملكية المغرب يعبئ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني    ذكرى عودة محمد الخامس من المنفى: مناسبة لاستحضار أمجاد ملحمة بطولية في مسيرة الكفاح الوطني لنيل الاستقلال    مفاجأة جديدة في تعيينات ترامب.. روبرت كينيدي المشكك باللقاحات وزيرا للصحة الأمريكية    وليد الركراكي: المباراة أمام الغابون ستكون "مفتوحة وهجومية"    تصريح صادم لمبابي: ريال مدريد أهم من المنتخب            الأردن تخصص استقبالا رائعا لطواف المسيرة الخضراء للدراجات النارية    10 قتلى على الأقل بحريق في دار للمسنين في إسبانيا    التحاق 707 أساتذة متدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بدرعة-تافيلالت    كيوسك الجمعة | المغرب يسجل 8800 إصابة بسرطان الرئة سنويا        زيارة المسؤول الإيراني للمغرب.. هل هي خطوة نحو فتح باب التفاوض لإعادة العلاقات بين البلدين؟    محكمة استئناف أمريكية تعلق الإجراءات ضد ترامب في قضية حجب وثائق سرية    حرب إسرائيل على حزب الله كبدت لبنان 5 مليارات دولار من الخسائر الاقتصادية    10 قتلى جراء حريق بدار مسنين في إسبانيا        وفاة الأميرة اليابانية يوريكو عن عمر 101 عاما    النيابة العامة وتطبيق القانون    أسعار النفط تتراجع وتتجه لخسارة أسبوعية    دراسة حديثة تكشف ارتفاعا كبيرا في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023        "الأمم المتحدة" و"هيومن رايتس ووتش": إسرائيل ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي    غسل الأموال وتمويل الإرهاب… وزارة الداخلية تضع الكازينوهات تحت المجهر    اكادير تحتضن كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي    جدعون ليفي يكتب: مع تسلم ترامب ووزرائه الحكم ستحصل إسرائيل على إذن بالقتل والتطهير والترحيل    صحيفة إيطالية: المغرب فرض نفسه كفاعل رئيسي في إفريقيا بفضل "موثوقيته" و"تأثيره"    عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة    بوريطة: المغرب شريك استراتيجي لأوروبا .. والموقف ثابت من قضية فلسطين    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    مقاييس التساقطات المطرية خلال 24 ساعة.. وتوقع هبات رياح قوية مع تطاير للغبار    بحضور التازي وشلبي ومورو.. إطلاق مشاريع تنموية واعدة بإقليم وزان    المنتخب المغربي يفوز على نظيره المصري في التصفيات المؤهلة لكأس أمام أفريقيا للشباب    إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2025 (الجولة 5).. الغابون تحسم التأهل قبل مواجهة المغرب    عنصر غذائي هام لتحسين مقاومة الأنسولين .. تعرف عليه!    وزيرة الاقتصاد والمالية تقول إن الحكومة واجهت عدة أزمات بعمل استباقي خفف من وطأة غلاء الأسعار    أزمة انقطاع الأدوية تثير تساؤلات حول السياسات الصحية بالمغرب    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    ‬المنافسة ‬وضيق ‬التنفس ‬الديموقراطي    حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة    ألغاز وظواهر في معرض هاروان ريد ببروكسيل    الحكومة تعلن استيراد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء المجمدة    الروائي والمسرحي عبد الإله السماع في إصدار جديد    ملتقى الزجل والفنون التراثية يحتفي بالتراث المغربي بطنجة    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    معدل الإصابة بمرض السكري تضاعف خلال السنوات الثلاثين الماضية (دراسة)    تمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    أسعار النفط تنخفض بضغط من توقعات ارتفاع الإنتاج وضعف الطلب    هذه أسعار أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يتيم: عملنا النقابي ليس فقط قوة احتجاجية بل قوة اقتراحية وشريكا في الإصلاح ولا نتهرب من استحقاقاته ومسؤولياته!
نشر في التجديد يوم 26 - 12 - 2015

أكد محمد يتيم الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب المنتهية ولايته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السادس للنقابة والمنعقد ببوزنيقة صباح يوم السبت 26 دحنبر 2015 أن المؤتمر ينعقد في سياق اقليمي ودولي يتسم بعدم الاستقرار والاستهداف التي تتعرض له المنطقة بمخططات التجزئة والتفتيت وإذكاء نيران الحروب الأهلية والنزعات الطائفية والحروب بالوكالة التي هيأت لها مناخات الاستبداد وانسداد كل آفاق التعبير والتغيير السلمي الديمقراطي. كما هيأت كل الظروف المواتية لتفريخ أكثر أنواع التطرف والغلو وأبشعها وأبعدها عن روح الإسلام وسماحته.
وشدد يتيم على إدانته للإرهاب واعتباره مرفوضا دينا وعقلا ، وأنه لا يوجد ما يبرره مع التأكيد أيضا أنه لا بد من البحث في التربة التي تسهل ترعرعه أي تربة التهميش الاجتماعي والإقصاء والتحكم السياسي والتعايش مع الاستبداد وهضم حقوق مثل حق الشعب الفلسطيني في أن يعيش فوق أرضه وأن يقيم دولته المستقلة، والكيل بمكيالين في التعامل مع الدم المراق من خلال الإرهاب كان إرهاب مجموعات أو إرهاب دول مارقة ومستهترة بالقانون الدولي.
وأضاف يتيم أننا نعيش في سياق تراجعت فيه القضية الفلسطينية وتوارت في حس الدول والحكومات والشعوب إلى الخلف، وصار عدد من الأخوة والأشقاء الذين يتصور أن يكونوا لها سندا وظهيرا خصوما وأعداء ومشاركين في إطباق الحصار على الشعب الفلسطيني ومسهمين في تجويعه وإذكاء الخلاف الفلسطيني والسير في اتجاه توسيع شقته. في حين نجد أن هناك وعيا متزايدا لدى الرأي العام الدولي ولدى عدد من الفاعلين السياسيين والمدنيين في الغرب بما يمثله الكيان الصهيوني من عبء على المنطقة وتهديد لاستقرارها، مما ضاعف من مواقف التضامن والمقاطعة للبضائع القادمة من المستوطنات.
و جدد يتيم التضامن النقابي مع الشعب الفلسطيني عامة في معاناته من الحصار الظالم المفروض عليه في غزة وعمليات التقتيل اليومية في الأراضي المحتلة، حيث تصادر أراضيه ومتلكاته وتتوسع فيها المستوطنات وتنتهك فيه حرمات المسجد الأقصى وتنتهك حرمته وحرمة رواده ومصليه، وعمليات التهويد لمعالمه الدينية والتاريخية. كما أكد يتيك على تضامنه مع الشغيلة الفلسطينية التي توجد في طليعة الشعب الفلسطيني المكافح.
ودعا يتيم إلى تكتيف عمليات التضامن والنصرة مع الشعب فلسطيني سياسيا وماديا ، والتصدي لكل عمليات التطبيع التجاري أو الثقافي والعمل على تجريمها باعتبارها مساندة لأبشع عدوان على الأرض والإنسان في العالم المعاصر.
وأوضح يتيم تزايد التحديات في مجال تعزيز تأكيد سيادة المغرب على أقاليمنا الجنوبية واستمرار خصوم وحدتنا الترابية في معاكسة بلادنا في سيادتها على تلك الأقاليم و قال "نؤكد رفضنا لكل محاولات المساس بسيادة بلادنا على أقاليمه الجنوبية أو أي محاولة للمساس بعيش ساكنة الصحراء وقوتهم اليومي من خلال مواقف مشبوهة ومتهورة لا تدرك مخاطر رزع مخاطر عدم الاستقرار في المنطقة ، كما وقع في القرار المتهور الأخير الصادر عن المحكمة الأوروبية ، ونؤكد استمرارية جاهزية مناضلينا للتصدي لمناورات الخصوم كما فعلنا دائما في إطار الديبلوماسية النقابية".
، وذكر يتيم بمعاناة " إخواننا المحتجزين في تندوف من الحصار وقمع أي سعي للمطالبة بالحقوق أو الاعتراض على الانتهاكات التي يتعرضون لها والمعاناة الناجمة عن المتاجرة في وضعهم الصعب وعن تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة إليهم" ، وطالب المنتظم الدولي بضرورة تحمل مسؤوليته في حمل الجزائر بالسماح بإجراء إحصاء للمحتجزين في المخيمات.
وقدم التحية للقوات المسلحة الملكية وقوات الدرك الملكي وقوات الأمن والقوات المساعدة وأفراد الوقاية المدنية وكل الأجهزة الساهرة على حماية أمن واستقرار أقاليمنا الجنوبية والعاملة على تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار يتيم، الذي كان يتحدث أمام أزيد من 1000 مؤتمر، أنه خلال المرحلة السابقة عرفت المنطقة حراكا شعبيا سماه البعض بالربيع الديمقراطي ثم عودة من جديد لعدد من قوى الاستبداد سماه البعض بالخريف العربي وكان لهذين الفصلين السياسين تداعيات على المغرب سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي.
فعلى المستوى السياسي، يقول يتيم "تكرس في بلادنا مسار اصلاحي هادي ومتعقل جمع بطريقة خلاقة بين مطلبي الاصلاح والاستقرار من خلال إصلاحات دستورية وسياسية وانتخابات تشريعية أفرزت حكومة منبثقة من صناديق الاقتراع يقودها الحزب الذي تصدر الانتخابات ، مما جعل بلادنا تخرج من عدد من المطبات التي ما تزال عدد من البلدان في المنطقة تعاني من مخلفاتها". وأضاف "استطاعت بلادنا رغم سياق الخريف العربي الذي أصبحت ميزته هي الانقلاب على تطلعات الشعوب في الكرامة والحرية والديمقراطية أن تتجاوز من جديد الاستهواء الذي مارسته بعض النكسات التي تعرضت لها بعض تجارب الانتقال الديمقراطي في المنطقة العربية".
أما على المستوى الاجتماعي، يبرز يتيم، " نتذكر أنه مع رياح الربيع الديمقراطي فقد تصاعدت المطالَب المركزية والفئوية سواء منها المطالَب المؤطرة نقابيا او المطالَب الاجتماعية التي عبرت عن نفسها من خلال تحركات تلقائية". وقال "لقد تحمل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب آنذاك مسؤوليته في تأطير الشغيلة والوقوف إلى جانب مطالب الإصلاح سواء السياسية أو الاجتماعية فكان طرفا في مبادرة الإصلاح الديمقراطي التي اتخذت لها شعارا " الإصلاح في نطاق الاستقرار " ، ثم من خلال تقديم مذكرة حول الإصلاح الدستوري أمام اللجنة المختصة ثم من خلال العضوية في الآلية السياسية ثم من خلال الإسهام في تأطير العشرات من التجمعات العمالية للتعريف في التنسيق النقابي الثلاثي في الحوار الاجتماعي الذي قاد إلى توقيع اتفاق اتفاق 26 أبريل 2011، وعدد من الاتفاقيات القطاعية".
وأكد يتيم ان الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب اختار/ خلال هذه المرحلة اختيارا واعيا ومسؤولا، أن يواصل الاضطلاع بدوره كحركة نقابية منحازة لقوى الاصلاح ، واختار أن يبقى قريبا من اختيار الشعب الذي عبر عنه بوضوح من خلال صناديق الاقتراع التي بوأت الأغلبية الحكومة الحالية مسؤولية تدبير الشان العام، وما زال يعبر عنه في الثقة التي وضعها في هذه التجربة رغم حجم التطلعات وحجم المطالب، ورغم أن الطريق إلى تحقيق كل التوقعات و المطالب ما زال طريقا شاقا وطويلا، ورغم أن خصوم الإصلاح ما زالوا يتربصون بالتجربة.
وأشار يتيم إلى " أن استحقاقات انتخابات ممثلي المأجورين والانتخابات الجماعية وانتخابات مجلس المستشارين أكدت على صحة الحدس السياسي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب" ، وأكد على " استمرار الإقبال على المنطمة وتوسعها قطاعيا ومجاليا صواب تموقعها".
واعتبر بتيم أن الانتخابات الجماعية ل 4 شتنبر 2015 كما هو شأن الانتخابات التشريعية لنونبر 2011 شكلت محطة مهمة كرست استثنائية النموذج المغربي المؤسس على ثنائية الاصلاح في ظل الاستقرار ، ووجود إرادة تصر على المضي في مسار تصاعدي لا يستسلم للمحاولات مط التي تسعى لتقزيم تطلعات المجتمع المغربي نحو تعميق المسار الديمقراطي وتوطيد الحريات الفردية والجماعية وتحقيق التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق بين الفئات والجهات و" أسفرت تلك الانتخابات عن تحول ملوس وايجابي يتمثل في ادراك الناخب المغربي لقيمة صوته واستعماله بطريقة فعالة ، نحو عقلنة التحالفات ".
وعلى مستوى الخريطة النقابية،أشار يتيم إلى أن انتخابات المأجورين أسفرت عن إعادة تشكيل الخارطة النقابية من خلال تأكيد موقع الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب من بين النقابات الأكثر تمثيلا ، وذلك على الرغم من " كل مظاهر الخلل في المنطومة القانونية والتنظيمية المنظمة لاتنخابات المأجورين".
كما أن انتخابات مجلس المشتشارين بوأت الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب المرتبة الثانية من حيث عدد الأصوات المحصل عليها ومن خلال الحصول على 4 مقاعد بالقاسم الانتخابي مما يمثل 20% من المقاعد المخصصة لفئة ممثلي المأجورين، "وهو ما بجعل من الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب قوة نقابية صاعدة ويعكس ثقة متزايدة للشغيلة في مصداقية المنظمة وصواب اختياراتها بالتموقع من جهة إلى جانب المطالب العادلة والمشروعة والمعقولة" يضيف يضيف يتيم.
وأضاف" أن التموقع في خندق الإصلاح ورفض تسخيره من أجل إرباكه وخدمة أجندات تحكمية ، أو اعتماد منطق المزايدة والتهرب من استحقاقات الإصلاح واعتماد أساليب متجاوزة في العمل النقابي أدت إلى تراجع التنقيب ومؤشر الثقة في القيادة النقابية".
وأبرز يتيم "أن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب لم ولن يفقد هويته النضالية ، ذلك إن وجود حركة نقابية مناضلة ومنحازة للمطالب المشروعة والمعقولة، مؤطرة للشغيلة ومناضلة بصدق من أجل الدفاع عن تلك المطالب فضلا عن أنه مقتضى دستوري ، هو ضرورة لإقامة التوازن الاجتماعي والعدالة الاجتماعية التي هي شرط في السلم الاجتماعي وأحد أسس الاستقرار السياسي ، وسيظل متواجدا في الساحة الاجتماعية كقوة نضالية وقوة رقابية على السياسات العمومية الاجتماعية ، وكقوة اقتراحية ، ولذلك جعلنا من أحد محاور هذا المؤتمر رصد وتقييم الوضع الاقتصادي وأهم المؤشرات الاجتماعية ، مما نطمح من خلاله أن يكون العمل النقابي ليس فقط قوة احتجاجية ولكن أيضا قوة اقتراحية وشريكا في الإصلاح لا يتهرب من استحقاقاته ومسؤولياته.
وأشار يتيم إلى أن الوضع الاقتصادي لبلادنا تميز خلال المرحلة التي فصلت بين المؤتمر الخامس والمؤتمر السادس بعدد من المعطيات والتحديات التي واجهها العالم وكان لها تأثيرها على بلادنا فقد وجد المغرب نفسه في مواجهة مع هزات مالية خطيرة كانت تتهدد الاقتصاد الوطني منذ سنة 2011، كانت على وشك إغراق المغرب في وضع شبيه بالوضع اليوناني الحالي من أهم مؤشرات تلك المخاطر العجز في ميزان الأداءات وتراجعت مداخيل السياحة وتحويلات الجالية المقيمة بالخارج والاستثمارات الأجنبية المباشرة وضعف الصادرات المغربية نحو الأسواق الدولية مما قاد الحكومة بإجراءات إلى اللجوء إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي وصندوق النقد العربي بقرضين يصلان إلى 7 ملايير دولار، وعجز الميزانية بلغ 7,6 بالمائة سنتي 2011 و2012 وبالتالي تجاوز المعايير الدولية.
وقد فاقم هذا الوضع ارتفاع أسعار المواد الأولية في الأسواق الدولية مما ترتب عنه نفقات صندوق المقاصة بسرعة قياسية من 3.9 مليار درهم خلال سنة 2002 إلى 56.4 مليار درهم خلال سنة 2012 أي بزيادة 52 مليار درهم في ظرف عشر سنوات فقط.بسبب أسعار جميع المواد المدعمة من قبل صندوق المقاصة بشكل غير مسبوق، إذ بلغ سعر البترول 112 دولار للبرميل، وارتفع سعر القمح اللين إلى 310 دولار للطن، كما وصل سعر السكر إلى 578 دولار للطن، ما جعل الدولة مضطرة لأن تخصص 56.4 مليار درهم لنفقات المقاصة.
وأبرز يتيم أن حكومة ابن كيران تحملت مسؤولية العمل على استعادة عافية المالية العمومية من أجل استعادة التوازنات الماكرو اقتصادية مهمة حيث تمكنت من تحسين مستوى الموازنة العامة من خلال عدد من الاجراءات أهمها اصلاح نظام المقاصة من خلال اعتماد نظام المقايسة ورفع الدعم تدريجيا عن المحروقات وتحرير أسعار المحروقات وقطع أحد شريانات الريع والنهب للمال العام تحت عطاء نظام المقاصة
وهو ما أدى الى تراجع نفقاتها والتحسن الحاصل في الموازنة العامة للدولة وذلك بتسجيل تراجع نفقاتها
وشدد يتيم على ضرورة تحصين " هذه المكتسبات وتعزيزها واستدامتها بشكل يضمن ربطها أكثر بالقيادة السياسة للحكومة وبرنامجها الحكومي مما يتطلب وضع الآليات المؤسساتية لاستمرارها من خلال مواصلة السياسات القطاعية التي تتجه إلى تقليص مساهمة الفلاحة في الناتج الداخلي الخام ، وتعزيز الطلب الداخلي من خلال تحسين دخل الفئات الدنيا وتعزيز قدرتها الشرائية ، والتوجه نحو توجه أكثر إنصافا في توسيع عائد النمو بعد تثبيته ، وتوسيع قاعدة الطبقة الوسطى وتعزيز فعالية و مردودية الاستثمار لارتباطها المباشر بضعف الرأسمال البشري المؤهل ذلك ان أكثر من ثلت الساكنة النشيطة لا تتوفر على أي شهادة ، ضعف جودة المؤسسات وتطوير الحكامة السياسية وتقييم السياسات العمومية عبر مباشرة جيل جديد من الإصلاحات لمعالجة جملة من الاختلالات وتجاوز عدد من إكراهات النمو الاقتصادي بالمغرب ومنها".
وقال يتيم إن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب يثمن "عددا من المكتسبات التي تحققت للشغيلة نتيجة لتنفيذ جزء كبير ومهم مقتضيات اتفاق 26 أبريل 2011 والاتفاقات القطاعية ونتيجة لعدد من التدابير الأخرى :
الشروع في صرف تعويضات صندوق التعويض عن فقدان الشغل خلال هذا الشهر
تمكين المتقاعدين بالقطاع الخاص الذين لم يستكملوا 3240 يوم من استرجاع مساهماتهم، الزيادة في الحد الأدنى للأجر بالقطاع الخاص(نسبة 15%)، الرفع من الحد الأدنى للأجر بالقطاع العام إلى 3000درهم ، الرفع من الحد الأدنى للمعاش من 600 إلى 1000 درهم، الشروع في أجرأة دعم النساء الأرامل، إصلاح نظام المقاصة والشروع في الاستهداف الاجتماعي ،مواصلة تعميم الراميد وتحسين حكامته واستهدافه للمعنيين به، الاجراءات والتدابير القائمة من أجل توسيع نظام الحماية الاجتماعية ليشمل بعض الفئات الهشة والمحرومة منه.
وهي كلها إجراءات، حسب يتيم، "تسهم بطريقة غير مباشرة في تحسين اوضاع الشغيلة وتحسين دخلها ، على اعتبار تحملاتها الاجتماعية واضطلاعها في كثير من الاحيان بعدد من الأدوار التي يتعين أن تقوم بها مؤسسات الحماية الاجتماعية.
لكن لفت يتيم إل بعض المظاهر من الخصاص التي يتعين مواصلة النقابة مجابهتها والمتمثلة في: خصاص كببر في مؤشرات التنمية البشرية والاجتماعية سواء تعلق الأمر بالحق في التربية والتعليم والتغطية الصحية والتغطية الاجتماعية والعدالة الضريببة والسكن اللائق والفقر ومختلف مظاهر الاقصاء والهشاشة والحريات النقابية والحقوق الأساسية للعمال وتوفير شروط العمل اللائق والديمقراطية الاجتماعية وما يتطلبه ذلك من إاعادة نظر في المنظومة القانونية بما يفرز تمثيلية حقيقة.
وفي هذا الاطار قال يتيم "إن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب سيواصل انخراطه المسؤول لانخراط في الأوراش الكبرى للإصلاح، ودعم الإصلاحات الكبرى والمطالبة بأن ينعكس تحسن الموازنات الكبرى وأن يتواصل توجيه الهوامش المتحصلة إلى تقليص الفوارف المجالية والفوارق بين الفئات.
وكل ذلك، يضيف يتيم، من أجل:
" – تحسين الدخل لكل الطبقة العاملة من عمال وموظفين
- إصلاح أنظمة التقاعد بما يؤدي إلى حماية حقوق المنخرطين واستمرار التضامن بين الأجيال وكذلك ضمان مستقبل الحماية الاجتماعية وديمومتها مع الحفاظ على المكتسبات ودعم مواصلة إصلاح نظام المقاصة بما يمكن من وصول مخصصات الدعم الاجتماعي إلى مستحقيه ويحافظ على القدرة الشرائية للمواطنين والشغيلة بالخصوص.
- إصلاح النظام الجبائي بما يؤدي إلى تحقيق العدالة الضريبية، لأن الشغيلة هي المتضرر الأكبر من غياب العدالة الضريبية وترزح تحت وطأة العبء الضريبي.
- المراجعة الشاملة للنظام الأساسي العام للوظيفة العمومية.
- إصلاح منظومة الأجور بما يمكن من تقليص الفوارق بين الأجور العليا والأجور الدنيا.
-إصلاح القطاع التعاضدي
- التمكين للمرأة العاملة والسعي لإقرار المناصفة الدستورية من خلال :
- مناهضة التمييز ضد المرأة في الأجر وفي تولي المناصب والمسؤوليات ومناهضة التحرش الجنسي ضد المرأة العاملة.
- إقرار إجراءات تمييزية إيجابية تمكن المرأة من الانخراط في الحياة السياسيةوالنقابية والجمعوية والحياة العامة دون المساس بمسؤولياتها الأسرية الأساسية.
- المطالبة بالتفعيل الامثل للسياسة الجديدة للهجرة فيما يتعلق بحقوق العمال المهاجرين والمترتبة ايضا على تصديقه على الاتفاقية الدولية() النهوض بحقوق العمال الأجانب بالمغرب بتسريع إخراج مشروع قانون الإقامة والشغل للاجانب واتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للعمال والعاملات الأجانب انسجاما مع تاريخه الحضاري والتزاماته الدولية
كما سيواصل تشبته ومطالبته بحوار ممأسس ومسؤول ، لأن الحوار فضيلة يقتضي مسؤولية من قبل كل أطرافه ، مما يقتضي مصداقية من كافة الشركاء وقدرة تعاقدية ، ومسؤولية في طرح ومعالجة الإصلاحات الكبرى من قبيل إصلاح نظام التقاعد وإصلاح الإدارة ونظام الوظيفة العمومية ومنظومة التربية والتكوين وغيرها من الأوراش الكبرى
كما سيواصل نهجه الذي يسعى إلى بناء شراكة عادلة بين نقابة مواطنة تقوم على أساس أن الواجبات بالأمانة وأن الحقوق بالعدالة ، ومقاولة مواطنة تحترم القانون وتؤمن الحقوق الأساسية وتحترم الحق في الانتماء النقابي."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.