من منا لم يعاني من الرعاف وخصوصا في طفولته، فهذا النزيف شائع جدا وأسبابه عديدة. فهو يكون إما علامة منبهة إلى وجود مرض غير معروف، أو أحد أعراض أو مضاعفات مرض معروف؛ كما يمكن أيضا أن يكون "المرض في حد ذاته". نزيف الأنف يظهر في عدة أمراض منها: ارتفاع ضغط الدم وهو من أهم أسباب الرعاف عند الكبار. الأمراض النزفية: نقص الصفيحات (انخفاض عدد الصفائح الدموية) ووجود عيوب في الصفائح الدموية، الهيموفيليا، والفشل الكبدي، تناول الأدوية المضادة للتخثر. يتم تأكيد تشخيص هذه الأمراض عن طريق إجراء تحاليل عوامل التجلط المختلفة. التهاب الأنف والجيوب الأنفية إذا كانا مصحوبان بالرعاف فهذا دليل على وجود عدوى بكتيرية تتطلب العلاج بالمضادات الحيوية. إصابات الرأس التي تتسبب في تمزق و نزيف الأوعية الدموية: وفي هذه الحالة يكون الرعاف مفاجئا وقويا وغالبا ما يتأخر ظهوره بعد الإصابة. أورام الأنف والجيوب الأنفية، سواء منها الحميدة أو الخبيثة، يمكن أن تتسبب في رعاف غالبا ما يكون من جانب واحد مع تكراره و شعور المريض بانسداد للأنف. وفي بعض الأحيان يكون النزيف قويا. ورعاف الأنف المعزول يظهر في الغالب عند الأطفال بعد حك عنيف للأنف أو إدخال جسم غريب (لعبة، حجر صغير…) وفي أغلب الأحيان لا تتم ملاحظته إلا بعد مرور عدة أيام أو حتى أسابيع مما يتسبب في الاتهاب والعدوى البكتيرية ومنه تدفق الدم من منخر واحد، مصحوبا بالقيح وذا رائحة كريهة، ومن بين أسباب رعاف الأطفال جفاف الغشاء المخاطي للأنف: وهو يظهر مثلا أثناء نوم الطفل في غرفة ساخنة جدا أو بعد التعرض للشمس. والتغيرات الهرمونية هي بدورها سبب شائع لنزيف الأنف (البلوغ، فترة ما قبل الحيض، الحمل). ما يجب القيام به في حال الرعاف هو بسيط، فقط اضغط بإصبعك على فتحة الأنف لمدة 10 دقائق على الأقل، مع إمالة الرأس نحو الأمام. يمكن استخدام مكعبات الثلج ووضعها في جذر الأنف فهذا يساعد كثيرا على وقف النزيف. ولا يجب في أي حال من الأحوال، أن يستلقي المريض على ظهره أو يميل رأسه إلى الخلف، لأن ذلك سيؤدي إلى تدفق الدم إلى الحلق وقد يتسبب في تقيؤ المريض كما أن ذلك سيعيق تشكيل جلطة تمنع تدفق الدم. ومن الضروري استشارة الطبيب: في حالة حدوث الرعاف بعد ضربة على الرأس. وإذا استمر النزيف، بعد إجراء الإسعافات الأولية وإذا كان المريض مصابا بارتفاع ضغط الدم وكذلك إذا ظهرت لديه أعراض أخرى (الصداع، والقيء…) و في حال تكرر الرعاف.