اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية صباح يوم الأحد 27 شتنبر 2015، باحات المسجد الأقصى في محاولة لتفريغه من مئات الشبان الفلسطينيين المعتكفين بداخله منذ ساعات عصر أمس، وسط تهديدات المستوطنين باقتحام المسجد من جهة "باب السلسلة" في حال إغلاق "باب المغاربة" في أوجههم. وأفادت مراسلة "قدس برس" بأن مواجهات اندلعت في ساعات الصباح الأولى بين قوات الاحتلال التي اقتحمت باحات الأقصى من "باب المغاربة" وبين الشبان المعتكفين داخل المصلّى القبلي للتصدّي للاقتحامات، مضيفة أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والصوت والأعيرة المطاطية تجاه المصلّين، غير أنها لم تُصب أحدا بأذى، كما لم يبلّغ عن أي اعتقال. وأضافت أن قوات الاحتلال انسحبت بعد مواجهات لم تتجاوز نصف ساعة فقط، بسبب التواجد المكثُف للمعتكفين الذين تصدّوا لها. ويشار إلى أن "الحركة الإسلامية" في الداخل الفلسطيني المحتل وبالتعاون مع "جمعية الأقصى" سيّرت أكثر من 40 حافلة نصرة للمسجد، في يوم أطلقت عليه اسم "يوم النفير والرباط"، بعد دعوات وجهتها منظمات "الهيكل المزعوم" للمستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى صباح اليوم احتفالاً ب "عيد العرش" اليهودي مساء اليوم. وأوضحت أنه لدى وصول آلاف مئات الفلسطينيين إلى أبواب المسجد الأقصى، صادرت قوات الاحتلال لافتات كانوا يحملونها، كما احتجزت هويات عدد من الشبان، حتى خروجهم من المسجد. من جانبه، قال رئيس "الهيئة الإسلامية العليا" عكرمة صبري في كلمة له أمام جموع الفلسطينيين الذين لبّوا النداء نصرة للمسجد الأقصى، "إن يوم غدٍ الإثنين يصادف ذكرى اقتحام شارون للمسجد الأقصى قبل 15 عاما، والمقصود من الاقتحامات اليهودية غدا أن الحكومة والمعارضة الإسرائيلية متفقتان على الأقصى، وهو ليس مرتبطا فقط بالجماعات والأحزاب اليهودية، بل بالحكومة نفسها، والاحتلال بجميع توجهاته هو ضد الأقصى وطامع به"، كما قال. وأوضح صبري أن شرطة الاحتلال أعلنت أنها ستسمح للمسلمين بدخول الأقصى من الخميس حتى الإثنين، بمعنى أن الدخول والخروج إليه في يد شرطة الاحتلال وهي من تتحكم بذلك، وأن ما بعد الإثنين سيكون لليهود المستوطنين، مضيفا "علينا ألا نرضخ لتعليمات شرطة الاحتلال، فهي تريد الهيمنة على المسجد الأقصى وبواباته، كما أنها تريد تخصيص أيام للمسلمين وأيام للمستوطنين، وهذا تماما مدخلهم للتقسيم الزماني، وهذه اللعبة يجب ألا نتعاطى معها أبدا"، وفق قوله. وقال مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني في كلمته "نحن مقبلون على أيام عصيبة، لكننا نعرف أن صمودكم وتواجدكم المكثّف في الأقصى، هو الذي سيبدّد مخططات الاحتلال ضده". وطالب الشيخ الكسواني جميع الفلسطينيين ممن يستطيع الوصول إلى الأقصى، بشد الرحال إليه ليرابط ويصلّي فيه، قائلا "الأقصى بحاجة أن نكون فيه دائماً لندلل على إسلاميته وأنه للمسلمين وحدهم". وبعد انتهاء كلمات عدد من الشخصيات المقدسية والفلسطينية أمام المصلى القبلي وقبة الصخرة، جاب المصلّون أرجاء المسجد الأقصى، في مسيرات حاشدة رفعت شعارات تندد بالاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة. وردّد المصلون أمام شرطة الاحتلال المتمركزة على أبواب المسجد، هتافات من قبيل "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، "يللا ارحل يا احتلال"، "أقصانا لا هيكلكم، مسرانا لا معبدكم".