اعتبر الطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون أن التخوفات التي أبدتها مكونات المجتمع المدني والقطاع الخاص خلال مسار المفاوضات بشأن التوقيع على اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، أمر إيجابي وضروري. وقال الفاسي الفهري في ندوة صحفية عقدها يوم أمس بالرباط خصصت لتقديم الخطوط العريضة للاتفاق المبرم يوم الثلاثاء الماضي بواشنطن، إن التخوفات كانت ضرورية لدعم المفاوضين المغاربة، كما أنها كانت إيجابية ومتفهمة. وأوضح الوزيرالمنتدب بخصوص انتقادات المجتمع المدني لسرية المفاوضات أنه ليس ثمة مفاوضات في العالم كله يكشف فيها منذ الوهلة الأولى عن التفاصيل والأرقام، بل يقتصر على تقديم التوجهات العامة لمسار هذه المفاوضات، موضحا، في معرض جوابه عن أسئلة الصحافة، بأن المفاوضات تقتضي نوعا من السرية والتكتيك المحكم الذي يأخذ بعين الاعتبار التخوفات المعبر عنها. وقال الفاسي الفهري إن الاتفاق يختزل حلولا توافقية حول أسس وقواعد إقامة علاقة تفضيلية محكمة ومتلائمة تأخذ بعين الاعتبار الواقع السوسيو اقتصادي للبلاد، مضيفا أن الشروط التفضيلية في تجارة المغرب مع أمريكا تتميز بفترات زمنية طويلة واستثنائية، مصحوبة ببعض الشروط الخاصة خلال وبعد انتهاء هذه الفترات. وزاد قائلا بأن الاتفاق سيحقق ثلاثة أهداف: ويتعلق الأمر بدعم التجارة المغربية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وجلب الاستثمارات الخارجية، علاوة على دعم الإصلاحات التي باشرها المغرب، وقال الفاسي الفهري بصفة عامة فإن الاتفاق سيدعم تطور الاقتصاد المغربي وأوضح المسؤول الحكومي أن إطار عمل الطرف المغربي ضمن مسار المفاوضات اتسم بالدفاع عن مصالح المغرب الاقتصادية والاجتماعية، وخاصة البعد الاجتماعي في المجال الفلاحي، وقال في هذا الصدد بالفعل سنفتح مجالا لدخول الحبوب الأمريكية إلى المغرب لكن ذلك مرتبط بسقف الإنتاج الوطني من هذا المنتوج، وحاجيات السوق الوطنية، مشيرا إلى أن المنافسة بين أوروبا وأمريكا نفسها ستجري في إطار حاجيات البلاد وسقف إنتاجه المحلي، دون أن يمس ذلك بمستوى هذا الإنتاج. وعلى المستوى الفلاحي دائما، أعلن الوزير أن ولوج المنتوجات الأمريكية إلى السوق الوطنية سيتم وفق حصص تضمن عدم الإضرار بالمنتوج الوطني وتحفظ مصالح وفوائد المنتجين، وفي إطار مدد زمنية تدريجية تتراوح ما بين 10 و 25 سنة (الحبوب 10 سنوات، واللحوم الحمراء والبيضاء ما بين 4 و19 سنة، وبعض الخضروات 18سنة)، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك انفتاح تام بل تدريجي. وبخصوص المنتوجات الصناعية، أبرز الفهري أن الاتفاق سيضمن ولوجا سريعا بنسبة 99 بالمائة للمنتوج المغربي نحو السوق الأمريكية، خاصة الصناعات النسيجية، والتي سترفع عنها الحواجز الجمركية. وفي ما يتعلق بقطاع الخدمات، أكد الوزير ألا شيء تم خارج ما تنص عليه التشريعات الوطنية، وتشريعات المنظمة العالمية للتجارة، مصرحا في الباب بأن الدولة ستستمر في دعمها وحمايتها للمنتوج الفكري والثقافي والفني، واحترامها لتطبيق المشروع الأخير لتحرير القطاع السمعي البصري. وبدد الفاسي الفهري تخوفات المجتمع المدني بشأن التعدد الثقافي، بالتأكيد على أن المغرب شدد على ضرورة احترام التنوع الثقافي الداخلي، وكذا التنوع الثقافي الخارجي. وأوضح الفاسي الفهري أن الاتفاق حافظ للمغرب على مكتسباته في قطاع الأدوية المستنسخة، من خلال التنصيص على قاعدتين اثنين: ويتعلق الأمر ببراءة اختراع لمدة 20 سنة للدواء المستنسخ انسجاما مع قواعد منظمة التجارة العالمية، و5 سنوات بالنسبة المنتوج الذي يتم اشتقاقه من المنتوج الأصلي. واتضخ من كلام الوزير أن الاتفاق يضمن للمغرب حرية إنتاج الأدوية المستنسخة دون انضباط للمدد الزمنية لمواجهة الأمراض المزمنة وفي الحالات الاستعجالية محمد أفزاز