عادت صباح الأربعاء 27 ماي حالة من الهدوء الحذر إلى الحي الجامعي بمراكش ومحيطه، بعد المواجهات التي عرفها مساء الثلاثاء 26 ماي 2015، بين القوات العمومية ومجموعة من طلبة القاضي عياض أدت إلى إصابات في صفوف الطرفين واعتقالات في صفوف المتظاهرين. وفي الوقت الذي مازالت بعض العناصر من القوات العمومية مرابطة أمام الحي الجامعي لتبتع الوضع عن كثب، توافد على كلية الحقوق والآداب المجاورتين للحي عدد من الطلبة لاجتياز الامتحانات أو متابعة دروسهم. وقال مصدر مطلع إن عدد الموقوفين من الطلبة وصل إلى أكثر من 30 طالبا مازالت مصالح الأمن تحقق معهم في حقيقة تورطهم في هذه الأحداث. وأكد مصدر من مستشفى ابن طفيل أن جميع المصابين الذين نقلوا إلى المستشفى وعددهم ناهز الثلاثين هم من رجال الأمن، خضعوا كلهم للعلاج وغادروا المستشفى، فيما قالت مصادر حقوقية إن الطلبة المصابين لم يستطيعوا الولوج إلى العلاج خوفا من الاعتقال. وقال شهود عيان إن المواجهات اندلعت قرب مسجد الأنوار، عندما اعترض رجال الأمن مجموعة من الطلبة كانوا يقومون بمسيرة احتجاجية اعتبرتها السلطة المحلية غير مرخصة، والتي انطلقوا بها من الحي الجامعي في اتجاه رئاسة الجامعة ( على بعد عدة كيلومترات ) رافعين شعارات تندد بتأخر صرف المنح. وأشارت المصادر أن قوات الأمن حاولوا تشتيت المتظاهرين الذين ردوا بالرشق بالحجارة كما أن البعض منهم دخل في احتكاك مباشر مع رجال الأمن وآخرون كسروا واجهات أمامية لعدد من المحلات التجارية. وأضافت أن المواجهات وبعد استدعاء قوات التدخل السريع انتقلت إلى الحي الجامعي، حيث اعتلى بعض الأفراد الملثمين أسطحه كان بعضهم يحملون سيوفا وهراوات وقطعا حديدية، وبدؤوا برشق رجال الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة أدت إلى إصابات في صفوفهم. في المقابل اقتحمت عناصر أمنية، حسب المصادر، غرفا بالحي الجامعي بحثا عن "مثيري الشغب" وتسبب ذلك في حالة من الخوف والهلع بين الطالبات، أغمي على اثنتين منهن ونقلا إثر ذلك إلى مستشفى ابن طفيل قبل أن يغادراه بسرعة. من جهتها أعربت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش (يعمل مستقلا عن المكتب الإقليمي)، عن استنكارها لما سمته التدخل الأمني العنيف في حق طلبة جامعة القاضي عياض . وطالبت في بيان لها، الجهات المسؤولة بسحب القوات العمومية من الحرم الجامعي، وإطلاق سراح الطلبة المعتقلين والاستجابة لمطالبهم المشروعة. وقالت ولاية أمن مراكش إن السلطة المحلية أبلغت المحتجين بكون المنحة ستصرفها وزارة التعليم العالي يومه الخميس، لكنهم أصروا على تنظيم مسيرة احتجاجية غير مرخصة، مشيرة أن عددا من رجال الأمن أصيبوا في المواجهات التي وصفتها بأحداث تخريب وشغب.