افتتحت، الثلاثاء 19 ماي 2015 بتطوان، فعاليات الندوة الدولية حول الطاقة والمعادن ومستقبل الطاقة البديلة والمتجددة، التي تنظمها المدرسة العليا للأساتذة التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، بمشاركة أزيد من 300 خبير مغربي ودولي. وقال عبد العزيز ميميت المنسق الوطني لقطب الكفاءات في مجال الطاقة، الذي يضم الجامعات المغربية، إن الندوة تسعى عامة الى تبادل التجارب والخبرات بين الباحثين والعلماء والخبراء المغاربة ونظرائهم من 19 دولة من مختلف بقاع العالم المختصين في مجال الطاقة والبحث المعدني، بهدف تجويد مجال البحث العلمي بمؤسسات التكوين بالمملكة من جهة، ومن جهة أخرى لتوفير أرضية علمية تكوينية لمصاحبة ومواكبة المشاريع الكبرى، التي أطلقها المغرب في مجال الطاقات البديلة والمتجددة. وأضاف ميميت أن الاهتمام بمجال الطاقة ومكوناتها والمواد المستعملة فيها أضحى في الوقت الراهن ليس فقط ضرورة علمية بحتة بل ضرورة اقتصادية، باعتبار أن الطاقة تشكل المحرك الاساسي للنمو الاقتصادي. وأبرز أن المغرب واعي تمام الوعي بأهمية الطاقة في بعدها الاستراتيجي، وهو ما تعكسه مراهنته على المستقبل من خلال المشاريع الكبرى المهيكلة، التي أطلقها المغرب للاستفادة من مؤهلاته الطبيعية في مجال توليد الطاقة في أفق أن تمثل نسبة الطاقات المتجددة 42 في المائة من مجمل استهلاك الطاقة الكهربائية بحلول سنة 2020. واعتبر أن البحث العلمي بالجامعات ومؤسسات التكوين العالي بالمغرب مدعو أكثر من أي وقت مضى الى مواكبة هذا الاهتمام الوطني بمجال الطاقات المتجددة والبديلة والرغبة في ضمان النجاعة الطاقية ، من خلال الانفتاح على المحيط الاقتصادي والمؤسساتي لتطوير آليات البحث ودعم الخبرات الوطنية في المجال، وإعطاء الأولية للبحث العلمي في مسار تكوين الطالب لتوفير الكفاءات الضرورية، التي يحتاج المغرب اليها حاليا ومستقبلا. ومن جهته ، قال الخبير المغربي محمد كناوي مدير مختبر البحث العلمي بجماعة لورين بفرنسا ان تبادل المعارف في مجال الطاقة المتجددة بين مختلف مكونات التكوين في العالم ضرورة ماسة لتحقيق التوازن المعرفي والعلمي بين شمال وجنوب الكرة الأرضية ، وتجنيب العالم الاختلالات الاقتصادية والبيئية التي يمكن أن يتسبب فيها الاستغلال المفرط لمواد الطاقة والكلفة المتضخمة لمواد الطاقة وتأثير هذه المواد على المحيط الايكولوجي. وأبرز أن اهتمام المغرب بالطاقات المتجددة ،كما تدل على ذلك المشاريع المنجزة أو التي توجد في طريق الانجاز،اختيار "موفق وإيجابي" يجب أن يصاحبه نفس الاهتمام على مستوى البحث العلمي مع الانفتاح على الخبرات العالمية عبر شراكات جامعية متطورة ونقل العلوم الحديثة في المجال من اجل استثمار أمثل لمؤهلات المغرب. ودعا الخبير المغربي بالمناسبة الى المراهنة على البعد التحسيسي للمجتمع لاستعمال الطاقات المتجددة والبديلة والنظيفة غير الملوثة للبيئة والاقتصاد في الطاقة لضمان تحقيق التنمية المستدامة ، وكذا تمكين القطاع الصناعي الوطني من استعمال الطاقات البديلة في نشاطه الانتاجي لتعزيز قدرته التنافسية والالتزام بالمعايير الدولية في استعمال الطاقة. وسيتم خلال الندوة ، المنظمة بتعاون مع جامعة لورين والمدرسة العليا لكشان الفررنسيتين، تقديم أهم المنجزات وآخر الابتكارات والبحوث العلمية المهتمة بمجال الطاقة البديلة ، موازاة مع تنظيم يوم دراسي حول "الطاقة ومدينة المستقبل" يؤطرها علماء وخبراء دوليون في مجال الطاقة والتعمير والتهيئة المجالية وسياسة المدينة . كما سيتم بمناسبة الندوة، التي ستختتم يوم الجمعة القادم، منح جائزة ابن رشد لأحسن بحث علمي في مجال الطاقات البديلة، وتنظيم ورشات خاصة بالطلبة سيؤطرها علماء وخبراء مغاربة وأجانب لعرض الممارسات الجيدة في مجال البحث العلمي وتدبير المجال لخدمة اهداف التنمية المستدامة.