قال محمد أوعدي رئيس الجمعية المغربية للزهايمر والأمراض المرتبطة "أماما" إن مرض الزهايمر لا يحظى بالأولوية في المغرب، مشيرا في حوار مع جريدة التجدد الورقية إلى عدم توفر وزارة الصحة على أرقام حول المصابين بهذا المرض. وأكد أوعدي على أهمية دور الأسرة في إدارة المرض، إذ أن توعيتها وتدريبها وتوفير المعلومات لها يمكن أن يحسن من جودة الحياة. ما هو بالضبط التعريف الدقيق لمرض الزهايمر وما هي أعراضه؟ تم اكتشاف مرض الزهايمر في عام 1906 من قبل "ألويس ألزهايمر"، ومرض الزهايمر هو مرض يصيب الدماغ، ويؤدي إلى اختفاء تدريجي للخلايا العصبية. غالبا ما يرتبط مرض الزهايمر بفقدان الذاكرة، لأن الخلايا العصبية في منطقة الحصين الموجودة في البطين الجانبي للدماغ، هي أول ما يتضرر، ثم تتأثر مناطق أخرى من الدماغ تدريجيا ما يؤدي إلى الاختفاء التدريجي للقدرة على تقدير الاتجاهات في الزمان والمكان، والتعرف على الأشياء والناس، واستخدام اللغة، والمنطق، والتفكير. هل يمكن الوقاية مبكرا من هذا المرض؟ تناولت العديد من الدراسات تأثير ودور بعض الأغذية في الوقاية من مرض الزهايمر، وذهبت العديد من الملاحظات في اتجاه التشجيع على تناول الغذاء المستمد من البحر الأبيض المتوسط والذي يسمى ب- حمية البحر الأبيض المتوسط-، هذه الحمية تركز على استهلاك الأسماك والفواكه والخضر وزيت الزيتون. وفي إطار الوقاية من الزهايمر نتحدث على أهمية النشاط البدني أكثر من النشاط الرياضي، إذ ينبغي القيام بتمارين الذاكرة والمنطق أوالتفكير. حاليا لا توجد أي طريقة مثبتة علميا تمنع الإصابة بمرض الزهايمر، لكن الوقاية لا تعني فقط تجنب ظهور المرض أو الشفاء منه، بل تعني العمل على جودة حياة الشخص المريض وجودة حياة مقدمي الرعاية العائلية. كيف ترون أوضاع مرضى الزهايمر بالمغرب؟ مرض الزهايمر لا زال مجهولا لدى المواطنين المغاربة وهو ضحية العديد من الطابوهات التي تجعل قضية التحسيس به أكثر تعقيدا، في الواقع العديد من الأسر تخفي المرض ولا تقبله وتفسره بأنه نتيجة منطقية للتقدم في العمر. لذلك لا نتوفر حاليا على أرقام دقيقة حول هذا المرض الذي يطلق عليه "شر القرن". في شتنبر 2013 في اليوم العالمي للزهايمر التقينا بالسيد المعروفي مدير الاوبئة بوزارة الصحة ولم نحصل منه على أية معلومات جديدة بخصوص المرض في المغرب، لذلك يمكن أن نتخيل أن الزهايمر لا يحظى بالأولوية في الاهتمام. ما هو دور العائلات في رعاية المصابين بهذا المرض؟ نحن نعتقد أنه مع هذا المرض العضال، العلاج غير الدوائي فقط يمكنه أن يؤثر على المريض وعلى ظروف حياته وذلك عبر المساعدة العائلية التي تكون حاضرة وموجودة في يوميات المريض، فدور الأسر بالغ الأهمية في إدارة المرض، كما أن توعيتها وتدريبها وتوفير المعلومات لها يمكن أن يحسن من جودة الحياة. هل هناك إرشادات للتعامل مع مرضى الزهايمر؟ عندما يصاب شخص بالزهايمر فإن العديد من التغييرات تلي هذا الوضع، لذلك يجب أن تكون البيئة التي يوجد فيها آمنة للحد من السقوط أو حصول حوادث، ويستحسن الاهتمام بالمريض بغرض تحفيزه وكل نشاط يتم القيام به معه ينبغي أن يتم بموافقته وعدم إجهاده. وبهدف حمايته من السقوط على عائلة المريض تخصيص مساحة حرة، فالسجادات والخيوط الالكترونية والأثاث الذي لا لزوم له تشكل عقبات تعيق حركة المريض، وفي الليل ينصح بترك مصابيح المرحاض مضاءة وكذلك الممر المؤدي إليه ومن الضروري تجنب وضع المرايا . ماهو دور الجمعية المغربية للزهايمر والأمراض المرتبطة "أماما" في التوعية بهذا المرض؟ نحن في الجمعية على اتصال مباشر مع أسر المرضى عبر مختلف مكاتبنا المحلية، ونقوم بتكوينات من أجل تدريب الأسر على ما ينبغي فعله ومال لا ينبغي فعله في التعامل مع مريض الزهايمر ، وأيضا ننظم مؤتمرات طبية ولقاءات مع الأسر للتخفيف من عبء الحياة اليومية ، ونحن أيضا المتحدثون الرسمين باسم عائلات مرضى الزهايمر أمام السلطات العمومية.