وصف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، الإسباني بيرناردينو ليون، حصيلة الجولة الأخيرة من المشاورات الليبية، التي انتهت يوم الخميس 26 مارس 2015 بالصخيرات، ب"الإيجابية جدا". وقال الوسيط الأممي، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية، "حصيلتنا تعتبر إيجابية جدا، ونحن جد متحمسين"، مشيرا إلى أن "الأمر لا يتعلق فقط بشعور للأمم المتحدة، وإنما شعور جماعي" للمشاركين في هذه المحادثات. وأضاف ليون قائلا "نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق"، مؤكدا أن كافة أطراف هذا الحوار السياسي تتقاسم "بالإجماع" فكرة أن هذه المحادثات "تجاوزت نقطة اللاعودة". وبعد أن أشاد بالمغرب، ملكا وحكومة، ل"التعاون الكبير"، الذي كان له "دون شك" أثر "إيجابي" على سير هذه المحادثات، أبرز المسؤول الأممي أن هناك اتفاقا عاما بين الأطراف على كون مجموعة "الأفكار" التي اقترحتها، يوم الثلاثاء الماضي، بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا "تمثل قاعدة لمحادثاتنا في المستقبل". وأضاف أن هناك أيضا تقارب في وجهات النظر حول الوثيقة التي وزعتها الأممالمتحدة، والتي تدمج كل العناصر التي تعد جزءا من الاتفاق الذي ختم المرحلة الأولى من المفاوضات، المخصصة للاتفاقات الأمنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. غير أنه يبقى، حسب المسؤول الأممي، كثير من العمل الذي يتعين القيام به على اعتبار أن الوثيقة لم يتم قبولها في شموليتها من لدن الأطراف، موضحا أن المفاوضين اتفقوا على ضرورة مواصلة المحادثات في أقرب وقت ممكن بالنظر إلى الوضعية "الصعبة جدا" في الميدان بالبلاد. ودعا السيد ليون، من جانب آخر، إلى وضع حد للقتال وفسح المجال للسياسة والحوار، وكتم صوت الأسلحة. وقال "أمامنا كلنا فرصة في ليبيا، وحتى وإن كان الاتفاق لن يرضي كليا هذا الطرف أو ذاك. سيكون أفضل من مواصلة حرب لا تدر شيئا ولا تؤدي إلا إلى إزهاق أرواح ليبية جديدة". وشدد السيد ليون على أن العسكريين والفاعلين المسلحين مدعوون للمساهمة في حل سياسي في ليبيا، معتبرا أن "كل ما نقوم به هنا لن يكون له معنى إذا لم يسهم هؤلاء الفاعلون المسلحون أيضا في الحل". وأعرب، من جهة أخرى، عن قلق البعثة الأممية إثر اختطاف شقيقين لعضو مجلس النواب بطرابلس، داعيا بشكل واضح إلى "عدم خلط الشؤون العسكرية بالسياسة". وخلص المبعوث الأممي إلى أن ذلك "غير مقبول تماما". وجرت الجولة الأخيرة من المحادثات السياسية الليبية من 20 إلى 26 مارس الجاري، بمشاركة ممثلي مختلف أطراف النزاع وعدة سفراء أجانب بصفة ملاحظين تحت رعاية منظمة الأممالمتحدة.