أجرت الباحثة الهولندية (كارن فان نيوكيرك) من جامعة (نايميخن) (Nijmegen University) الهولندية دراسة عن ظاهرة اعتناق الشباب الهولندي وبخاصة النساء للإسلام، والأثر الذي يحدثه الإسلام في نفوسهم. وركَّزت في دراستها على إجراء مقابلات مع عدد كبير من الهولنديات اللاتي أسلمن، وخرجت الباحثة ببعض النتائج والانطباعات عن دراستها، وقالت: الحجاب والالتزام وعدم الاختلاط بين الجنسين والصلاة خمس مرات في اليوم، والامتناع عن شرب الخمر.. قد يكون ذلك بالنسبة لبعض غير المسلمين الأصليين صعباً، ولكنهم يطبقون ذلك دائماً، إنهم مجموعة من الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام، يتجاوز عددهم ال6000، ثلثاهم من النساء اللاتي تراوح أعمارهن بين ال 20 25 عاماً. إسلامهن ليس نصف إسلام؛ فكثيرات منهن يرتدين الحجاب الذي يغطي الرأس عن اقتناع، وبعض منهن يرتدين النقاب الذي يغطي كامل الوجه، وكثيرات منهن يؤدين الصلاة خمس مرات في اليوم حتى في أوقات العمل. كيف دخلن الإسلام؟ طبقاً لدراسة الباحثة فإنَّ بعض النساء تعرفن على الإسلام عن طريق زواجهن من شاب مسلم، وبعضهن نتيجة السفر للخارج والتعرف على الإسلام، وبعضهن عن طريق وجود ارتباط أو علاقة مع المسلمين في هولندا، والبعض الآخر نتيجة وجود الرغبة في البحث والاستطلاع، التي دعته للتعرف على حياة بعض الأجانب من الأصدقاء أو زملاء العمل. وقد لاحظت الباحثة أنَّ معظم هؤلاء المسلمات الجدد اتجهن إلى الإسلام نتيجة أحداث وتجارب ومواقف مررن بها كمرض قوي أو تجربة سيئة، وكُنَّ يبحثن عن الاستقرار النفسي والحياة الطبيعية والصحية، فقد وجدن أنَّ كثيرا من التعاليم والأوامر الإسلامية هي في واقع الأمر أفضل للصحة العامة ولسلامة الجسم، مثل تحريم شرب الخمر، المخدرات والتدخين، بالإضافة إلى فوائد الصيام وكانت الإباحية الجنسية كذلك سبباً من أسباب دخولهن الإسلام. وتقول الباحثة: كثير من النساء اللاتي قابلتهن وتحدثت معهن وجدن الأمان في اعتناقهن للإسلام، وكن كالذي يبحث عن ضالته فوجدها. امرأة منهن كانت تتعرَّض للمضايقات والتحرُّش الجنسي من بعض زملائها في العمل، ولكنها بعد ارتدائها للملابس المحتشمة شعرت بالسعادة؛ لأنَّها لم تعد مجرَّد (فرجة) يتسلى بالنظر إليها. الخطوط العريضة في الإسلام لا تعتبر من وجهة نظر هؤلاء النساء عوائق لهن، بل هناك رغبة في التمسك بها. وتوضح الباحثة: الصلاة خمس مرات في اليوم تهيئ لهن الراحة النفسية والاطمئنان؛ فالإسلام يوفر طمأنينة للنفس أكثر من النصرانية. شابة صغيرة السن قالت إنَّ الإسلام قد حماني من العمل في الدعارة. ومن هنا نجد أنَّ كثيراً منهن كن تحت ضغوط نفسية. وتقول (فان نيوكيرك): كلهن اخترن الإسلام ونظرن إليه من نواحيه الإيجابية ولا يرين فيه أية عقبة أوعائق، ولكنهن يشعرن بأنَّ قيمتهن قد ارتفعت بدخولهن الإسلام. ربات البيوت واحدة من المسلمات قالت: لست مضطرة أن أركض خارج المنزل لتحقيق وهم الاستقلال بالذات وتحقيق المناصب، يكفي أن تكوني ربَّة منزل، وهذا له قيمة عالية جداً واحترام كبير في الإسلام، وهذا بخلاف المجتمع الهولندي الذي يدفع بالمرأة ذات الأطفال الصغار إلى سوق العمل. موقع لها