أعرب 57عضوا فاعلا بمجلس الشيوخ الأمريكي من ضمنهم رئيس الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ طوماس داشل، ورئيس الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب ديك أرمي عن دعمهم لمشروع اتفاقية التبادل الحر بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب. وأكدوا في رسالة وجهوها إلى ممثل الولاياتالمتحدة للتجارة روبير زويليك أنهم تلقوا باهتمام بالغ إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش قراره السماح بانطلاق المفاوضات لإبرام اتفاق للتبادل الحر مع المغرب معربين عن دعمهم لوضع نظام للتجارة من هذا القبيل مع بلدان تتقاسم معهم نفس القيم الأساسية والتمسك بحقوق الإنسان. وهنأ هؤلاء الفاعلون الإدارة الأمريكية على هذا القرار معربين عن أملهم في إنجاح المفاوضات بين البلدين. وقال النواب: "في الوقت الذي يتحول فيه الاقتصاد المغربي من اقتصاد يقوم على القطاع الفلاحي التقليدي إلى اقتصاد المعلوميات والخدمات، فإن الجدير بالذكر أن المغرب كان في طليعة البلدان التي تبنت مسلسل تعزيز نظام تقنين التجارة والاستثمار على المستوى العالمي. وأشار النواب الأمريكيون إلى مؤهلات المغرب الطبيعية، وموقعه الاستراتيجي الذي يجعله بوابة للتصدير إلى إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي. وفي نفس السياق وقع توم داشل وماكس بركيس عضوان بمجلس الشيوخ على رسالة مماثلة أعربا فيها عن قناعتهما بضرورة التقدم السريع في المفاوضات مع المغرب بشأن اتفاقية التبادل الحر بين الجانبين، لأن ذلك حسب النائبين من شأنه أن يعزز تحالفا استراتيجيا مع الشرق الأوسط. يذكر أن قرار إقامة منطقة للتبادل الحر بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية كان قد أعلن عنه رسميا في 23 أبريل الماضي خلال زيارة الملك محمد السادس لواشنطن. وكان آنذاك رئيس مجلس النواب دنيس هاسترت قد عبر عن دعمه لمشروع الاتفاق، وأكد أنه سيعزز علاقات الصداقة والشراكة التي تجمع البلدين منذ قرون فضلا عن الاهتمام الكبير الذي أبدته أوساط المال والأعمال الأمريكية بالمشروع. وتجدر الإشارة أن ماري إيراس نائبة رئيس المجلس الوطني للتجارة الخارجية أبرزت للصحفيين يوم 26 أكتوبر الجاري أن مشروع الاتفاق الخاص بالتبادل الحر بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية يعكس الأهمية الاستراتيجية للمملكة في عصر العولمة والمبادلات الاقتصادية الدولية. وسبق أن أوضحت إيراس أن توقيع اتفاق مع المغرب من شأنه أن يعزز من ثقة رجال الأعمال الذين يبحثون عن الأجواء المستقرة، والعوائد المضمونة اقتصاديا معلنة بالمناسبة عن إحداث مجلس للنهوض بمشروع الاتفاق مع المغرب يضم تحالفا يجمع بين المنظمات الاقتصادية بالعاصمة الفيدرالية وجهات أخرى بالولاياتالمتحدة. وقبل ذلك كان ممثل الولاياتالمتحدة في التجارة الخارجية روبيرت زويليك قد أعلن نهاية شتنبر الماضي بواشنطن عن الانطلاق الرسمي للمفاوضات الأمريكية المغربية الخاصة بإقامة منطقة للتبادل الحر بين البلدين. وفي سياق تسريع وتيرة النقاش والتهييء للأجواء للتوقيع على الاتفاقية المذكورة بادر مكتب استغلال الموانئ بالدارالبيضاء يوم الجمعة الأخير بالتوقيع على اتفاقية توأمة بين ميناء ميامي دايد البحري وميناء الدارالبيضاء وتسعى هذه الاتفاقية إلى وضع الوسائل التقنية والمالية من خلال شراكات تهدف إلى تعزيز الرواج والأنشطة التجارية بين المينائين. وتقضي الاتفاقية من جهة أخرى إلى إرساء فريق تقني للعمل من أجل تكثيف التبادل المهني بحيث تلعب الموارد البشرية دور سفراء النوايا الحسنة لدى المينائين المغربي والأمريكي. ويشار أن النواب الموقعين على الرسالة الموجهة إلى روبير زويليك ذكروا بأن المغرب تربطه بالولاياتالمتحدةالأمريكية أقدم معاهدة في تاريخ هذا البلد وأن المملكة المغربية كانت دائما متضامنة مع الولاياتالمتحدة خلال القرنين الماضيين. عبد الغني بوضرة