صرح علا العياشي الكاتب العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة أن زمن السياحة اللاأخلاقية قد تراجع بشكل كبير وفي طريقه للانقراض؛ وقال العياشي ل"التجديد" على هامش ندوة حول السياحة والتراث الثقافي نظمها المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة تريد بارتنريوكي أول أمس أن ما يجلب السياح الأجانب للمغرب هو "موروث المغرب الثقافي والحضاري، وغناه الحضاري والإنساني، وفلكلوره، ومناظره الخلابة، وتنوع طبيعته" وأضاف علا العياشي "إن السائح لا يأتي للمغرب ليحتسي كأسا من الخمر" بل يأتي "ليرى أشياء لا توجد في بلده". ودعا العياشي خلال مداخلة له حول الاستراتيجية السياحية للمكتب الوطني المغربي للسياحة إلى حماية المواقع الأثرية السياحية من خلال التظاهرات الثقافية والفنية، والمواسم، وبهذا الخصوص كشف علا العياشي أنه ابتداء من الموسم المقبل سيتم تنظيم موسم للوز بتافراوت على غرار بعض المواسم التي تعرفها بعض المناطق مثل "موسم الورود، وحب الملوك والتفاح والتمور والزيتون..". وأوضح العياشي أن السياحة ظاهرة عالمية وحساسة ومحفوفة بمجموعة من المخاطر حيث عرفت السنة الماضية 700 مليون سائح في العالم وبحلول 2020 يتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 5،1 مليار سائح في العالم. ومن جهته شدد الكاتب العام لوزارة السياحة حسن القاسمي على أهمية السياحة الثقافية التي تمثل مكونا رئيسيا لاستراتيجية التنمية السياحية في المغرب في أفق 2010. وقال القاسمي: >إن عدد السياح الذين اختاروا وجهات مغربية ذات طابع ثقافي يمثلون %60 من مجموع السياح الأجانب الذين توافدوا على المغرب" وفي هذا الصدد دعا إلى رد الاعتبار للإرث الثقافي عبر الحفاظ عليه وإيلاءه المكانة الخاصة به. وذكر بأن خطاب الملك محمد السادس في 10 يناير من السنة الماضية حث المسؤولين السياسيين والإدارة والفاعلين الخواص والمنظمات غير الحكومية والمواطنين إلى التعبئة من أجل تنمية السياحة التي أصبحت مشروعا وطنيا تحظى فيه السياحة الثقافية بمكانة مركزية. وخلال الندوة تم عرض تجربة بلاد الغال في تنمية السياحة الثقافية وعرض حول المدن التاريخية مرفوقا بصور فوتوغرافية عنها. يذكر أن عدد السياح الذين زاروا المغرب خلال الثمانية أشهر الأولى من هذه السنة بلغ حوالي 3 ملايين و220 ألف سائح حسب المكتب الوطني المغربي للسياحة مقابل 3.40 مليون خلال نفس الفترة من السنة الماضية وهو ما يشكل انخفاضا بنسبة 5.4 في المائة. ويشار أن التقرير الاجتماعي لسنة 2001 ذكر بأنه سيتم إنجاز 10 مشاريع جديدة ومشروعين لإعادة التهييء ومشروعين للإصلاح، مجال الأسرّة. يذكر أن خطاب جلالة الملك في رسالته الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية حول السياحة بمراكش 10 يناير الماضي أوضح أن "السياحة ليست فقط نشاطا اقتصاديا من الأهمية بمكان بل أيضا ثقافة، وفن للتواصل مع الآخر" ومن هذا المنطلق فإن تنميتها تتوقف على "حسن استثمار مؤهلاتنا الطبيعية المتنوعة وتراثنا الحضاري والثقافي العريق الزاخر بتقاليد كرم الضيافة وحسن الوفادة". حسن الوفادة للسائحين الأجانب إلى بلادنا أوضحه جلالة الملك حين أكد على واجب التكريم بما يليق بفضائلنا الدينية، وتطهير المجال السياحي وإشاعة روح المواطنة لدى كافة المتدخلين في هذا القطاع. عبد الغني بوضرة