تسعى حملة ضغط واسعة لثني سويسرا عن إبرام صفقة مع الصناعات الحربية الإسرائيلية لشراء طائرات بدون طيار، وسط تحذيرات من أنها تمثل خرقاً لالتزامات سويسرا في مجال حقوق الإنسان والتعامل مع الدول التي تنتهك اتفاقيات جنيف. وتتفاعل الحملة عبر تحركات إعلامية ومبادرات شعبية وعرائض ومراسلات ضاغطة على صانعي القرار السويسري، علاوة على تغريدات وملصقات ومضامين في الشبكات الاجتماعية. وتعتزم سويسرا شراء طائرات إسرائيلية بدون طيار عبر صفقة لصالح الجيش السويسري تتجاوز قيمتها ثلث المليار دولار. وتم رصد اعتماد مالي يقدر بين ثلاثمائة مليون وأربعمائة مليون فرنك سويسري لهذه الصفقة في ميزانية العام الجاري، لتسليح الجيش السويسري بهذه الطائرات الإسرائيلية. والطائرات الإسرائيلية التي يعتزم الجيش السويسري شراءها هي من طراز "هيرميز 900″ التي ينتجها عملاق الصناعة الحربية الإسرائيلية "إلبيت سيستيمز"، وكذلك من طراز "هيرون 1″ التي تنتجها مؤسسة "الصناعات الجوية الإسرائيلية". وهذه الطائرات التي يسميها الفلسطينيون "الزنانة" بسبب صوت الأزيز الذي تصدره في الأجواء، تعدّ وسيلة أساسية للرصد والقصف بالنسبة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد تسببت بسقوط آلاف الفلسطينيين في عداد الشهداء والجرحى خلال السنوات الأخيرة. وتعتمد الصناعات الحربية الإسرائيلية بشكل متزايد على تصدير الطائرات بدون طيار في تدعيم قدراتها المالية وإنعاش استثماراتها في التطوير والإنتاج. وأعلنت مؤسسات مجتمع مدني في أوروبا وحول العالم أنها تعتزم القيام بخطوات ضد الصفقة العسكرية الإسرائيلية – السويسرية، بينما انطلقت مواد إعلامية في الشبكات الاجتماعية ضد الصفقة. وتحذر الجهات والمبادرات الضاغطة من أنّ "سويسرا ستتعاقد بهذه الصفقة الوشيكة مع نظام احتلال يصرّ على انتهاك اتفاقيات جنيف التي تعدّ سويسرا مؤتمنة أدبياً عليها". أما في سويسرا ذاتها فسيتم يوم 26 شباط (فبراير) الجاري تقديم عريضة ضد هذه الصفقة تدعمها عشرات من منظمات المجتمع المدني ومن بينها مؤسسات حقوقية. وتمكنت العريضة من جمع أكثر من 28 ألف توقيع حتى الآن ثلاثة أرباعها بصفة ورقية وربعها بصفة إلكترونية.