هو داء التهاب القصيبات الهوائية، يعود للظهور في كل شتاء وخصوصا في هذا الشهر، يصيب أعدادا كبيرة من الرضع. وعادة ما ينتاب الآباء القلق فالرضيع يسعل ويجد صعوبة في التنفس. معظم الحالات هي خفيفة ولكن أحيانا تكون هناك مضاعفات تظهر معها علامات تستدعي العناية الطبية العاجلة. التهاب القصيبات هو عدوى فيروسية للجهاز التنفسي وتحديدا الشعب الهوائية، يصيب عادة الرضع أقل من عامين. حيث تتسبب الفيروسات بداية في نزلة برد أو ما نسميه ب "الرواح"، دون ارتفاع كبير لدرجة الحرارة وأي إشارة مثيرة للقلق وغالبا ما تزول الأعراض بشكل تلقائي. إلا أنه في خمس الحالات تقريبا، تنتقل هذه الفيروسات إلى القصبات والقصيبات الهوائية للرضيع مما يتسبب في سماكة الغشاء المخاطي وتراكم الإفرازات، وهذا ما يجعل التنفس يتم بصعوبة ومنه يبدأ السعال والصفير في الصدر الذي يمكن أحيانا سماعه مباشرة دون الحاجة إلى سماعة الطبيب. في الغالبية العظمى من الحالات، التهاب القصيبات يتطور بشكل إيجابي تلقائيا أو في كثير من الأحيان بمساعدة العلاج الطبيعي أو ما نسميه الترويض الذي يسمح بإخراج الإفرازات من صدر الرضيع. وإذا كان الأمر يتعلق بأول إصابة للرضيع بهذا المرض فإن الأدوية الوحيدة المطلوبة لالتهاب القصيبات في حالتها العادية هي خافضات الحرارة لخفض درجة الحرارة عندما تكون مرتفعة. كما يجب استعمال غسول الأنف وتنظيفه لأنه غالبا ما يكون الرضيع يعاني من انسداد للأنف وحتى لا تنزل إفرازاته المليئة بالفيروسات إلى القصبات الهوائية كما يجب تقديم الماء بانتظام إلى الرضيع وتقسيم وجبات الطعام بما فيها الرضاع لأن تناولها يشعره بالتعب. وفي حالة ارتفاع كبير لدرجة الحرارة أو تقيح الإفرازات فإنه يجب إضافة مضادات حيوية فذلك يدل على تعفن بكتيري مصاحب. وإذا ظهرت عند الطفل أي من العلامات التالية وجب نقله إلى أقرب مستعجلات للأطفال دون أي تأخير: صعوبة كبيرة في التنفس وسعال شديد ومتزايد وسرعة في التنفس مع ظهور علامات الإرهاق التنفسي: الاتساع بين الأضلاع أو ظهور حفرة عند قاعدة الرقبة، رفضه للرضاع بسبب الاختناق، و ارتفاع شديد في درجة الحرارة وزرقة البشرة، وإذا كان عمر الطفل أقل من ثلاثة أشهر، ناهيك عن الأقل من ستة أسابيع أو خديجا أو إذا كان مصابا بأمراض القلب أو الجهاز التنفسي فإنه كذلك يستوجب العناية الطبية المركزة. التهاب القصيبات هو معد للغاية لذلك وجب اتخاد بعض الاحتياطات لتجنب إصابة رضيعك بالمرض ومنها: غسل اليدين بالماء والصابون جيدا لمدة 30 ثانية على الأقل قبل ملامسة الطفل، تجنب تقبيل الرضيع في الوجه، عدم إخراج الرضيع أقل من شهرين إلى الأماكن المزدحمة والمحصورة جدا كالأسواق الممتازة أو وسائل النقل العمومية، وفي حالة إصابة رضيعك بالرشح فيجب المبادرة إلى تنظيف أنفه و إخراج الإفرازات حتى لا تنتقل الفيروسات إلى القصبات الهوائية، عدم نقل استعمال اللهايات أو ما نسميه السكاتات أو الملاعق من طفل إلى آخر وأخيرا وهذا أمر مهم جدا لا يجب أبدا التدخين في حضور الأطفال.