في إطار حملة التمييز ضد المسلمين في أمريكا؛ قامت جماعة مسيحية أمريكية بمقاضاة جامعة نورث كارولينا الأمريكية، بسبب تدريسها كتاب عن الإسلام، وتسعى هذه الجماعة لمنع تدريس هذا الكتاب بحجة أن فرضه على الطلاب ينتهك حقهم الدستوري. وكانت جامعة نورث كارولينا قد وضعت من بين الكتب المقترحة للقراءة على الطلاب الجدد كتاب " كيف تتعامل مع القرآن " من تأليف الباحث الأمريكي مايكل سيلز أستاذ الأديان بالجامعة يتناول فيه الثقافة الإسلامية ويقدم شرحا لبعض آيات القرآن الكريم وتعريفا عن الإسلام والمسلمين. هذا وكانت ردة فعل عدد من أولياء أمور الطلبة الأمريكيين الذين سينضمون لمسابقات دراسية صيفية في جامعة شمال كاليفورنيا على قرار إدارة الجامعة فرض كتاب عن القرآن ليكون موضوعًا للنقاش، إننا في حالة حرب مع عالم الإسلام ولا حاجة لنا بمعرفة عالم الإسلام أو القرآن. غير أن مركز رابطة الأسرة الأمريكية للقانون والسياسات رفع قضية بالنيابة عن ثلاثة من الطلاب مسيحيين ويهوديين؛ قال فيه أنهم متضررون من تدريس كتاب عن الإسلام ويرون فيه انتهاكا لحرية التعبير المكفولة بالدستور. ويتهم هذا المركز جامعة نورث كارولينا بأنها تسعى من خلال تدريس هذا الكتاب إلى تلقين الطلاب تعاليم الإسلام وتريد نشره بين الطلاب وتستخدم أموال دافعي الضرائب الأمريكيين في أغراض غير مقبولة. وبدلاً من قراءة قرار الجامعة على أنه محاولة لتنوير الطلاب حول ثقافة مختلفة وجديدة، فقد تحول إلى نقاش حول حدود حرية العالم الأكاديمي لفرض أو تدريس مواد تتعارض مع الأمن القومي حسب ما يعتقده البعض، فالحرب الأمريكية ضد الإرهاب موجهة في معظمها للعالم الإسلامي، ومنفذو الهجمات العام الماضي هم إسلاميون برروا أعمالهم بناء على كتاب الإسلام المقدس القرآن. هذا وقد دافعت الجامعة عن نفسها بأنه يحق لأي طالب خيار عدم قراءة هذا الكتاب مع تقديمه لورقة يشرح فيها الأسباب التي دفعته إلى اختيار الامتناع عن قراءة الكتاب. وتقدم الجامعة هذا الكتاب على أنه جزء من القراءة الصيفية أي أنه يتعين على الطالب قراءته ثم تقديم تعليق من صفحة واحدة حول الكتاب وما يتضمنه ورأيه فيه وذلك في إطار مناقشة عامة يشارك فيها جميع الطلاب وأساتذتهم ومن المقرر أن تبدأ مناقشة الكتاب المقرر عن الإسلام يوم التاسع عشر من الشهر الحالي. هذا وقد قادت شبكة فوكس نيوز الأمريكية الحملة ضد تدريس الكتاب حيث قال مقدم برامج شهير بالمحطة أن تدريس أي كتاب عن القرآن يماثل تدريس كتاب " كفاحي" الذي يستعرض حياة زعيم النازية هتلر؛ كما أنه وصف القرآن الكريم بأنه "كتاب أعداء أمريكا ". غير أن مسئولا بجامعة نورث كارولينا دافع عن الكتاب بقوله أنه كان محل الاختيار لأن الكثيرين تساءلوا عن تعاليم الإسلام الحقيقة عقب هجمات 11 سبتمبر. هذا وقد عارضت إدارة جامعة نورث كارولينا القضية وطلبت من المحكمة عدم النظر فيها من الأساس لأن الجماعة المسيحية لم تقدم ما يثبت أن الطلاب سيتعرضون للضرر. الجديد في قرار الجامعة أنها مضت خطوة للأمام وقررت تدريس كتاب عن الإسلام، مع أن هناك اهتمام كبير في الدراسات الدينية في الجامعات والمدارس، وهناك إقبال كبير على الكتب ذات الطابع الديني. يذكر أنه ومنذ هجمات 11 سبتمبر الماضي توالت المقالات الهجومية من بعض الكتاب الأمريكيين ولا يخرج مضمونها وقاموسها عن التحريض ضد مناهج المسلمين التربوية وتطبيقهم للشريعة فيما يتعلق بالقصاص والحدود حتى وصلت مطالبتهم بالسماح بإقامة كنائس ليمارس الآخرون حقوقهم الدينية وغرسوا في ذهنية من يقرأهم أن آليات صنع الإرهاب كما يقولون تكمن في مناهج التعليم والتربية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم لأنها في رأيهم تعمق العداء لليهود ولا تغرس "التسامح" تجاه الديانات الأخرى. بل هناك منهم من طالب بتوجيه القصف إلى الكعبة إذا كانوا يريدون القضاء على الإرهاب وما يقومون به من حملات إعلامية لمهاجمة الإسلام، يترجمونها في متابعتهم حاليًا ومطاردتهم لكل عربي ومسلم على وجه الخصوص بدعوى أنه إرهابي.