ربما لا يحظى المغرب التطواني بنفس الشهرة التي تتمتع بها أندية مغربية أو عربية أخرى ، لكن الفريق يتطلع إلى ترك بصمة حقيقية عندما يخوض فعاليات بطولة كأس العالم 2014 لأندية كرة القدم والتي يستضيفها المغرب بداية من يوم الأربعاء المقبل. وقبل عام واحد ، لم يحظ فريق الرجاء البيضاوي بكثير من الترشيحات في النسخة الماضية من البطولة والتي أقيمت في المغرب أيضا ، ولكن الفريق شق طريقه بنجاح وأبهر الجميع ببلوغ المباراة النهائية التي خسرها أمام بايرن ميونيخ الألماني ليكون ثاني فريق فقط من خارج أمريكا الجنوبية وأوروبا يتأهل لنهائي مونديال الأندية. ولهذا ، يحدو الأمل فريق المغرب التطواني في تكرار التجربة هذه المرة خاصة وأن الموقف يبدو متشابها إلى حد كبير بالنسبة للفريق ممثل البلد المضيف حيث يستهل الفريق مسيرته في البطولة بنفس المواجهة التي بدأ بها الرجاء مسيرته في النسخة الماضية أمام فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي. ويتطلع "المُغرب"إلى نفس البداية القوية لاسيما وأنه سيلتقي في المباراة التالية مع وفاق سطيف الجزائري بطل أفريقيا والذي يمثل كتابا مفتوحا للجميع في القارة الأفريقية والتغلب عليه سيفتح الطريق بشكل كبير نحو النهائي في ظل تراجع مستوى سان لورنزو الأرجنتيني الذي سيلتقي الفائز من الماط وسطيف في المربع الذهبي للبطولة. وتأسس النادي التطواني في عام 1922 ولكنه لم يحظ بكم من إنجازات كفرق أخرى في المغرب مثل الرجاء والوداد البيضاويين والجيش الملكي. وعرف الماط طريقه إلى منصة التتويج بلقب البطولة الوطنية الاحترافية للمرة الأولى قبل عامين فقط عندما أحرز اللقب في موسم 2011/2012 . وبعد منافسة شرسة مع الرجاء البيضاوي الذي توج باللقب في الموسم التالي وشارك على اثره في مونديال الأندية 2013 بصفته ممثلا للبلد المضيف، أحرز التطواني لقبه الثاني في الدوري المغربي الموسم الماضي من خلال المرحلة الأخيرة في المسابقة والتي شهدت سقوط الرجاء أمام أولمبيك آسفي ليعرف التطواني طريقه إلى العالمية من خلال تتويجه الثاني فقط على مدار التاريخ. ولهذا ، يأمل الفريق في استكمال المغامرة خاصة وأنه ليس لديه ما يخسره عندما يخوض المونديال المرتقب وهو ما سيعفيه من أي ضغوط قبل هذه البطولة العالمية. ويرتبط المغرب التطواني بعلاقات تاريخية قديمة ووطيدة مع نادي أتلتيكو مدريد الأسباني الذي فجر المفاجأة في الموسم الماضي وتوج أيضا بلقب الدوري الأسباني بالتزامن مع فوز التطواني بلقب البطولة. وتعود العلاقة التاريخية بين الفريقين إلى تأسيس النادي التطواني على يد بعض مشجعي أتلتيكو مدريد المقيمين بمدينة تطوان كما سبق للمغرب التطواني أن شارك في الدوري الأسباني لبضع سنوات خلال الخمسينيات من القرن الماضي. ومثلما كانت مشاركة الرجاء في النسخة الماضية ، ستكون المشاركة المقبلة للتطواني في مونديال الأندية من باب تمثيل البلد المضيف أي أنه سيكون النادي الوحيد من الأندية السبعة المشاركة في البطولة الذي لم يتوج بلقب قارته في الموسم الماضي. بل إن التطواني لا يحظى بنفس التاريخ الذي يتمتع به الرجاء على الساحة الأفريقية حيث كانت المشاركة الوحيدة السابقة للفريق على الساحة الأفريقية من خلال بطولة دوري أبطال أفريقيا في 2013 ولكنه ودع البطولة مبكرا علما بأن الفريق سيخوض نفس البطولة الأفريقية في 2015 بصفته بطل الدوري المغربي. وربما يستفيد الفريق من مشاركته في مونديال الأندية باكتساب خبرة تساعده في مغامرته الأفريقية المقبلة. وبينما يعاني المغرب التطواني من ضعف الخبرة مقارنة بباقي الأندية المشاركة في البطولة ، يتمتع الفريق بكثير من الاستقرار في ظل استمرار المدرب عزيز العامري في تدريب الفريق للعام الرابع على التوالي واعتماده على مجموعة متميزة من اللاعبين مثل المهاجم زهير نعيم هداف البطولة ونجمي الوسط أحمد جحوح وزيد كروش.