منهم حوالي 16 الألف على الهروين والكوكايين وأعلى المعدلات بمدن الشمال كشف عبد الرحمان بن المأمون نائب مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض المتنقلة بوزارة الصحة، عن تجاوز عدد المدمنين على المخدرات بكافة أنواعها بالمغرب لأكثر من 600 ألف شخص، منهم ما بين 12 و16 ألف شخص مدمن على المخدرات القوية كالهروين والكوكايين. وقال البروفيسور بن المامون، خلال تدخله يوم الاثنين 10 نونبر، في برنامج "بدون حرج"، حول "إدمان المخدرات القوية"، إن هذا الرقم كبير وفي تزايد مستمر، في الوقت الذي يعاني فيه المغرب من نقص في الأطر المختصة، وفي البنيات التي يفترض فيها التعامل مع هذا الوضع، لهذا يحتاج الموضوع إلى مقاربة تدريجية. وأوضح بن المامون، أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى تسجيل أعلى معدلات الإدمان بمدن الشمال، مضيفا أن المغرب أصبح اليوم يتوفر على خمسة مراكز للعلاج الاستبدالي (العلاج بالميثادون)، تشتغل منذ سنة 2010 في إطار سعيه لمحاربة الإدمان على المخدرات. من جهته، أكد الحاج عنابة رئيس جمعية «حسنونة»لمساندة مدمني المخدرات، على ضرورة تكامل الأدوار بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لمواجهة المخاطر المحدقة بالشباب المغربي، مطالبا من جهة أخرى الدولة بتوفير مؤسسات العلاج من الإدمان. من جانبه، أكد الدكتور محمد الصالحي طبيب نفساني عن جمعية تقليص الإدمان على المخدرات، على ضرورة التعاطي الجدي مع الأسباب المؤدية إلى السقوط في براثين الإدمان سواء تعلق الأمر بما له خلفية اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية، موضحا أن معرفة الأسباب المؤدية إلى الإدمان مساعد مهم في العلاج وفي المحاربة. الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري، دعا إلى عدم تهين أمر المخدرات بالمغرب، مضيفا أن آثارها المجتمعية المدمرة معروفة، وأنها في انتشار مادامت "أقرب طريق للربح السريع"، مشيرا إلى أن المخدرات القوية من الكوكايين والهرويين لم تعد مقتصرة على الفئات الميسورة بل تجاوزت ذلك إلى الفئات الفقيرة، كما تجاوزت على مستوى الجنس الذكور إلى الإناث. وأجمع المتدخلون في البرنامج على ضرورة إنجاح الإستراتيجية الوطنية لمكافحة آفة المخدرات التي يتبناها المغرب من خلال تعبئة كافة الموارد البشرية والمالية، إضافة إلى أن الأمر يستدعي اعتماد مقاربة تشاركية لمجابهة هذه الآفة التي تنخر الشباب. وشدد المتدخلون على ضرورة اعتماد برامج زرع الأمل في الشفاء في نفوس المدمنين كي يندفعوا للتعاون على سير العلاج بشكل جيد، إضافة إلى مصاحبتهم منذ البداية وتوعيتهم وإقناعهم بالإسراع في تلقي العلاج قبل استفحال الأمر، علاوة على الإسراع في تشيد المراكز الصحية ومستشفيات العلاج. ويحتل المغرب حسب تقارير دولية منها تقرير الهيئة الدوليَّة لمراقبة المخدرات، صدارة الدولة المصدرة للقنب الهندي "الكيف"، وأثارت دعوات إلى تقنين استعماله الكثير من الجدل بسبب ارتفاع عدد المتعاطين، وما يخلفه من ضحايا.