الكولسترول … الجميع يتحدث عنه هذه الأيام؛ هو عبارة عن مادة دهنية شمعية، ثلث الموجود منها في الجسم مصدره النظام الغذائي وثلثان يتم تركيبهما من طرف الكبد . هو عنصر أساسي في تكوين أغشية الخلايا فهو يعطيها المرونة والقوة، كما يوفر لها الحماية ضد العدوان الخارجي. نحن نعرف على وجه اليقين اليوم أن ارتفاع الكولسترول في الدم يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين مثله مثل ارتفاع ضغط الدم والتدخين وقلة النشاط البدني…ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة على الصحة: كضيق الشرايين والسكتة الدماغية أو النوبة القلبية، أو التهاب الشرايين الطرفية … العديد من الاضطرابات التي يمكن أن تسبب الألم أو العجز الكبير أو حتى تهدد الحياة. في معظم الحالات، ارتفاع الكولسترول لا يظهر تماما أية أعراض حتى ظهور هذه المضاعفات. وأحيانا، في حالات قليلة جدا، الارتفاع المهم للكولسترول يمكن أن يعطي بعض العلامات منها ترسب هذه المادة الدهنية على الأوتار، أو ما يدعى بالورم الأصفر، والذي يؤدي في الحالات الخطيرة إلى إعاقة الحركة . وبالمثل، قد يكون هناك رواسب جلدية صفراء في الزاوية الداخلية للعين (لويحات صفراء) أو ظهور قوس أبيض حول قرنية العين . هذه الأعراض تظل نادرة الظهور، فالمريض عادة ما يشعر بأنه بصحة جيدة مما يجعل من الصعب جدا متابعة العلاج يوميا. لذلك فالعديد من المرضى يتخلون عن الريجيم و عن تناول الأدوية من السنة الأولى هذا مع العلم أن ارتفاع الكولسترول يحتاج إلى رعاية على المدى الطويل لكي نمنع ظهور المضاعفات الخطيرة. و تبقى إذن تحاليل الدم هي العلامة الوحيدة التي تؤكد الإصابة بارتفاع الكولسترول والسبيل الوحيد لتتبع مدى نجاعة العلاج .فهي تحتاج إلى صيام لمدة لا تقل عن 12 ساعة قبل أخذ عينة الدم كما أن الملاحظ أن العديد من المرضى يجدون صعوبة في فهم نتيجة هذه التحاليل و إليكم التوضيح: هناك كولسترول واحد ولكن هناك نظامين لنقل الكولسترول في الدم! HDL (البروتين الدهني العالي الكثافة)، والمعروفة باسم "الكولسترول الجيد"، مهمته استرداد الكولسترول الزائد في الجسم و نقله إلى الكبد , حيث تتم معالجته قبل أن يتم القضاء عليه. وLDL (البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة)، تحمل الكولسترول من الكبد إلى جميع الخلايا. عندما يتراكم LDL "الكولسترول الضار" فإنه يساهم في تشكيل اللويحات التي تسد الشرايين تدريجيا. و من تم فإن ارتفاع مستويات الدم من الكولسترول HDL، يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين على عكس ما يحدث إذا كان الكولسترول LDL مرتفع. مراقبة الوزن، ممارسة الرياضة بانتظام؛ التوقف عن التدخين وشرب الكحول، وتحقيق التوازن الجيد بين استهلاك الدهون النباتية والحيوانية…. كلها خطوات تساهم في الزيادة من نسبة الكولسترول الجيد في الدم وخفض الكولسترول الضار. ارتفاع الكولسترول في الدم، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم هو مرض صامت و خبيث … ولمنع ظهور المضاعفات، لا تنخدع بغياب الأعراض ولا تهمل اتباع المبادئ التوجيهية الغذائية وتناول الدواء بانتظام. جهد يومي بسيط و لكن يمكنه أن ينقذ حياتك!