أكدت مصادر مقربة من عائلات الأطفال ضحايا أحداث تارودانت أن العائلات سبق وأن وضعت شكايات في الموضوع لدى المصالح المختصة، إلا أن هذه الشكايات لم يكتب لها أن تشق الطريق القانوني، وأكد العديد من المتتبعين أنهم وقفوا على ضعف شديد في إجراءات المتابعة لهذه القضية. وقد عملت التجديد على إجراء مقابلات مع عدد من أولياء الأطفال المختفين الذين نقلوا إلى البيضاء لأجل إجراء فحوصات الحامض النووي التي تتم عن طريق أخذ عينات من لعاب الآباء لمقارنته مع ما سيخلص إليه الاختبار، الذي يجري على الأسنان المأخوذة من جماجم القتلى، وبعد جهد جهيد وتقص تم الوصول إلى ثلاث عائلات، أكدت لالتجديد تعرضها لمضايقات من قبل جهات مجهولة حتى لا تدلي للصحافة المحلية والوطنية بمعلومات حول اختفاء أطفالها، وهو الشيء الذي أشارت إليه عائلة سعيد الإدريسي، الذي اختفى يوم 4 يناير الماضي بعد أن خرج مع أبيه إلى سوق الأحد لبيع أكياس البلاستيك، وبعد سؤال أم الطفل وأبيه ثم جدته لأمه، علمنا أنه تلميذ بالقسم السادس وأنه من مواليد مارس ,1991 أبوه يعمل بائعا للأشياء المستعملة وتقطن الأسرة بمنطقة الزيدانية خارج الأسوار، ومباشرة بعد اختفائه بثلاثة أيام سجلت الأسرة شكاية في الموضوع منذ 7 يناير. أما عائلة ياسين بن عمران التي تقطن بالملاح، وهو طفل ولد من أب مجهول لذلك عهدت به أمه إلى إحدى النساء بعد أن حررت معها عقد كفالة عدلي، فقد ذكرت أمه أن عمره ثلاث عشرة سنة، واختفى يوم 31 يناير الماضي، كما أن كافلته أكدت لالتجديد أنها تعرفت عليه انطلاقا من الجاكيت الزرقاء التي كانت تلف عظام قفصه الصدري عند العثور عليه، وكانت قد سجلت من قبل شكاية لدى النيابة العامة بابتدائية تارودانت تحت رقم 392 / 2004 بتاريخ 16 فبراير الماضي وجهت لشرطة تارودانت لكن دون فائدة. أما نورالدين التاجي من حي بوتاريالت، فقد صرحت عائلته أنه اختفى منذ سنة ,2000 وعمره آنذاك حوالي اثني عشرة سنة، وأكد أبوه لالتجديد أنه طاف العديد من مناطق المغرب بحثا عنه دون جدوى. عصام بوجاهد، الذي اختفى في 4 يناير الماضي، والذي ينحدر من حي القصبة، أكد بعض الجيران أن أمه هاجرت البيت حتى لا تذكرها جدرانه بابنها، بعد أن يئست من البحث عنه وأهملت الشكاية التي سجلتها لدى مصالح الأمن. ويتساءل المتتبعون لهذه القضية بالمدينة كيف حفظت الشكايات التي ينص موضوعها على الاختفاء أو الاختطاف شهورا حتى انفجرت مذبحة الأطفال الثمانية أخيرا، واستغربوا إهمال معلومة مهمة مفادها تورط شخصين يعملان كمرشدين سياحيين بدون ترخيص، أدلت بها أسرة التاجي وابن عمران للمصالح الأمنية. وتتخوف مصادر متتبعة للقضية من أن يكون عدد ضحايا مجزرة تارودانت أكثر من العدد الذي أعلن عنه، مشيرة إلى أن بعض "الدور القديمة أعدت لاستقبال سياح من نوع خاص، لا تريد الجهات المعنية إزعاجهم، كما يشهد على ذلك الحكم عدد 772/02 الصادر بتاريخ فاتح غشت ,2002 والذي قضى بالحبس على شاذين أجنبيين فرا بعد ذلك خارج أرض الوطن بسبب عدم تطبيق مسطرة إغلاق الحدود عليهما." عبد الرحمن الأشعري