أكدت منظمات وشخصيات فلسطينية أن مدينة القدس دفعت في العام 2013 ثمنا باهظا نتيجة سياسات الاحتلال التهويدية، والانتهاكات المستمرة بحق المسجد الأقصى. وإضافة إلى الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى وباحاته ومحيطه والبناء الاستيطاني المكثف في أنحاء القدس، سعى الاحتلال لسن تشريعات تزيد من وتيرة تهويد المدنية ومعالمها الإسلامية والمسيحية. وبينما يؤكد خبراء أن عاما مرا جديدا ينتظر القدس والأقصى، تقول الهيئة الإسلامية-المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إن العام 2013 شهد إجراءات ومشاريع إسرائيلية عديدة لإكمال تهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها العربية وصبغها بطابع يهودي غريب عنها. عام الأحزان ووصف المحاضر بجامعة بيرزيت والباحث في شؤون القدس الدكتور جمال عمرو العام 2013 بأنه "عام الأحزان" على القدس، موضحا أنه لأول مرة يقف الاحتلال بكل مكوناته ويعلن جهارا الحرب على القدس. وأضاف أن الاحتلال بمؤسساته الرسمية والأمنية والدبلوماسية والعسكرية والقضائية أعلن المعركة ضد القدس، موضحا أن لجنة رسمية ناقشت -ولأول مرة- خطة لتقسيم المسجد الأقصى، وأصدرت توصيات بإدخال المستوطنين إليه. وذكر في حديثه للجزيرة نت أن الحفريات لم تَبق طيلة العام 2013 طي الكتمان كما في السابق، وإنما تعمد الاحتلال الإعلان عن كل نفق أو مشروع أسفل القدس أو فوقها. من جهته بين الأمين العام للهيئة، حنا عيسى، في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، أن الانتهاكات والاقتحامات اليومية للأقصى من أبرز الخروقات التي مارسها الاحتلال خلال العام 2013، مذكرا برفع الأعلام الإسرائيلية والتقاط المستوطنين الصور وخلفهم قبة الصخرة، وتأدية الصلوات والطقوس التلمودية في باحات الأقصى. وقال إن الاحتلال افتتح في العام الماضي متحفا يهوديا تحت الأقصى، وأقام سلسلة مهرجانات تهويدية بمدينة القدس. وحذر عيسى من مساعي بلدية الاحتلال لإنتاج مسلسلات وأفلام من قلب المدينة المقدسة برواية إسرائيلية تهويدية متطرفة. وأشار إلى استمرار أعمال البناء والإسكان اليهودية في القدس رغم استئناف المفاوضات، فضلا عن سياسة هدم المنازل التي لم تتوقف. بدوره قال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، إن أهم ما شهده العام 2013 استثناء القدس من المفاوضات، إضافة إلى الإعلان عن آلاف الوحدات الاستيطانية يصعب حصرها. وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن العام 2013 تميز بكثرة الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، محذرا من استيلاء شبه كامل للمسجد الأقصى ومحيطه في العام القادم 2014 خاصة في ظل الدعم الرسمي والعلني للجماعات اليهودية ومشاركة أعضاء بالكنيست ووزراء في عمليات الاقتحام للأقصى. اقتحامات وهدم في سياق متصل، تفيد معطيات حصلت عليها الجزيرة نت من مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات بأن مجموع اليهود الذين اقتحموا المسجد الأقصى منذ بداية العام الحالي وحتى أواخر نوفمبر الماضي بلغ 7830 يهوديا متطرفا ومستوطنا، فيما سجل سبتمبر الماضي أعلى معدل اقتحامات بواقع 1513 يهوديا. ووفق نفس المعطيات فإن قرابة 3300 جندي وعسكري صهيوني اقتحموا المسجد الأقصى في الفترة المذكورة، إضافة إلى 243 ألف سائح. وكان مراقب حقوق الإنسان والسكن بمركز أبحاث الأراضي، يعقوب عودة، قال في وقت سابق إن الاحتلال نفذ في العام الجاري مائة عملية هدم في القدس، وهدد بهدم 400 منشأة أخرى، أي ضعف ما كان عليه العدد العام الماضي.