أوضح محمد ضريف الباحث في الحركات الإسلامية أن منطقة الساحل في حاجة إلى كل إطار يسعى إلى استجماع الجهود وضم التنظيمات الإسلامية وبناء منظومة من القيم تكرس صورة إيجابية عن الإسلام باعتباره دين الوسطية. مبرزا في حوار ل»التجديد»، أن نشر قيم الوسطية بالمنطقة ليس من اختصاص جهة واحدة إنما يتطلب ذلك بناء دول قوية بالمنطقة وانتهاج سياسة دينية تتسم بنوع من التناسق والتناغم بين السياسات المتبعة داخل هذه الدول لأن الوضع جد معقد. "البوليساريو".. جماعة انفصالية تهدد أمن المنطقة منذ أشهر يتوالى صدور تقارير استخباراتية دولية تكشف ضلوع «البوليساريو» في تغذية الإرهاب بمنطقة الساحل والصحراء، وتورط عناصرها في دعم الجماعات المتشددة التي تنشط بكثافة في شمال مالي وشمال النيجر. ونشرت مجلة «جون أفريك» استنادا إلى تقارير الاستعلامات الفرنسية أياما قبل التدخل العسكري في شمال مالي، توجه العديد من الشباب المنحدرين من مخيمات «البوليساريو» بتندوف إلى مالي لمد يد العون للمجموعات الجهادية التي سيطرت على ثلثي البلاد، مؤكدة أن الممارسات «المافيوزية والإرهابية» في هذه المخيمات عززت بشكل لافت مناخ اللاستقرار الذي يميز المنطقة. وكانت صحيفة مالية تسمى «الفجر لوب» نشرت بدورها أن مقاتلي «البوليساريو» جاؤوا بأعداد كبيرة إلى شمال مالي ووضعوا خدماتهم رهن إشارة الجهاديين المسلحين، وأضافت أنه تم مشاهدة العشرات من العناصر في بعض المدن الكبرى خاصة كيدال وغاو وتومبوكتو، وأشارت الصحيفة إلى أن الانفصاليين الذين ترعاهم الجزائر ثبت ضلوعهم في الأزمة المالية منذ بدايتها، خاصة من خلال بيع المساعدات الدولية التي توجهها المنظمات الدولية لفائدة ساكنة تندوف في شمال مالي. في نفس السياق، رسمت دراسة لمؤسسة كارنيجي الأمريكية، صورة واضحة عن ضلوع «البوليساريو» في أزمة مالي رغم دعوات الجزائر المستمرة للمنتظم الدولي بضرورة إيجاد حل يجنب منطقة الساحل سيطرة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ودعت الدراسة، الجزائر إلى استخدام قواتها العسكرية وقدراتها في مجال مكافحة الإرهاب على طول حدودها الجنوبية كي تساعد على منع تمدد الصراع.وكان تقرير صدر السنة الماضية للمركز الدولي للدراسات حول الإرهاب التابع لمعهد «بوتوماك» بواشنطن بعنوان «الإرهاب في شمال إفريقيا؛ من 11 شتنبر إلى الربيع العربي»، قد دعا إلى إغلاق مخيمات «البوليساريو» بتندوف، واعتبرها عائقا أمام جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة الممتدة من المنطقة المغاربية إلى الساحل، وأداة لتغذية نشاط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتهديد أمن دول المنطقة.ولفت التقرير الأمريكي، إلى أن أكثر ما يدعو للقلق هو أن القاعدة وحلفاؤها في شبه الجزيرة العربية واليمن والشباب المجاهدين في الصومال وبوكو حرام بنيجريا ومحاربي «البوليساريو» بالجزائر يشكلون حاليا أكبر خطر على المستوى الإقليمي والدولي، خاصة في ظل الحدود الهشة بين البلدان مما يسمح للقاعدة أن يكون لها موطن آمن تتكاثر فيه وتزيد من عدد أنشطتها. وشدد المركز، على ضرورة إغلاق مخيمات اللاجئين بالقرب من تندوف، لأنها تشكل أرضا خصبة لتجييش الإرهابيين والمروجين وباقي الأعمال الإجرامية. وأفاد أن هناك أمر مهم يغذي عدم الاستقرار من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي وهو الصراع الذي دام حوالي 35 عاما حول الصحراء المغربية، مما فتح للقاعدة أبواب التوسع وأيضا تجييش مسؤولي «البوليساريو» للشباب في مخيمات اللاجئين قي الجزائر.