احتضنت كلية الطب والصيدلة بمراكش على مدى أربعة أيام (من 6 الى 9 مارس 2013 ) المؤتمر العلمي السنوي الحادي عشر لجمعية الاطباء الداخليين بمراكش تحت شعار " الداخلية رمز العطاء". و ركز برنامج هذه السنة على مواضيع جديدة تخص الجانب الروحي والاخلاقي في ممارسة مهنة الطب منها على الخصوص "الإعجاز العلمي والطب النبوي" و" الروحانية والايمان في عمق العمل العلاجي". وقال الدكتور عادل التيجاني عضو اللجنة المنظمة ل"التجديد " إن اختيار هذه المواضيع نابع من قناعتنا أن الجانب النفسي والروحي جزء مهم في تكوين الأطباء، ويحقق التوازن الى جانب المناحي العلمية والاكاديمية في الممارسة المهنية". وقال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في محاضرة حول الطب النبوي إنه عثر على وثيقة بفرنسا يوصي فيها الحسن الأول الأطباء المغاربة بأوروبا بتقوى الله ويذكرهم بالقيم الإسلامية وضرورة الحفاظ عليها خلال ممارسة وظيفة التطبيب. وأوصى الوزير الأطباء المغاربة باستحضار المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، وأكد أن الطبيب قبل بداية مزاولته وظيفته يحتاج تأطيرا أخلاقيا وثقافيا إلى جانب تكوينه العلمي والأكاديمي. وأكد أن القرآن الكريم تحدث عن أمراض القلوب وأمراض الجسد وأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصف لصحابته مجموعة من الأدوية انطلاقا من فهمه العميق للنص القرآني، مشيرا أن الطب النبوي للمريض والطبيب على حد سواء. وفي محاضرة أطرها الأستاذ مأمون مبارك الدريبي، شدد المشاركون أن الروحانية والايمان هما في عمق العمل العلاجي ولا يمكن أن ينفصلا عنه . وأضافوا أن في الفكر العربي الاسلامي الموسوم بلمسة أمازيغية عادات قديمة للعلاج تجمع بين الروح والعقل، مشيرين إلى أن على الطبيب أن يضع طريقا لفحص المريض ليس فقط من خلال تحليل المعلومات الطبية، ولكن أيضا من خلال استعمال حدسه وروحه وذلك للوصول الى الاستنتاج الصحيح. من جانب آخر أجمع المتدخلون في ندوة حول " البيداغوجيا في خدمة التكوين الطبي" من تأطير البروفيسور عبد الحق العلوي اليزيدي عميد الكلية والبروفيسور لوكومت محاضر واستاذ البيداغوجيا من فرنسا؛ أن التعليم الطبي الذي هو أساس أي تدريب للطبيب شهد طفرة في السنوات الأخيرة مع تطور التقنيات الجديدة والأساليب والأدوات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض التدريس ، كما تمت محاكاة ذلك مؤخرا في العلوم الطبية. وأكد أساتذة من كلية الطب في ندوة حول "الاختراع في علاقته بالجراحة والتطور التكنولوجي " أن الابتكار هو أحد الجوانب الرئيسية لتطور الجراحة، مشيرين الى استمرار التدخلات والتقنيات التي يجري تنقيحها وتحسينها من أجل تقليل وقت الشفاء وتقليل المضاعفات وتحسين الصحة. وأكدوا أن مجالين شهدا ثورة في هذه الأيام، وهما مجال جراحة القلب و جراحة الأعصاب. وفي محاضرة حول" تغذيتنا في علاقتها مع السرطان" من تأطير الاستاذ محمد الفايد اجمع المتدخلون أن الساكنة الحالية ابتعدت عن النظام الغذائي الطبيعي حيث أصبحت عادات الأكل تحتوي على زيوت المائدة و السكاكير أو الاصطناعية في حين وجب الاستناد على الحبوب والبقول، والفواكه المجففة والطازجة والخضروات والأوراق والأعشاب والبذور (الكتان والحلبة والجرجير والكمون والسمسم الخ ...) والتوابل. وحذر المتدخلون من خطر المنتجات الطبيعية التي طرأ عليها تعديل وراثي أو جيني أو استعملت في غير موسمها العادي.