وجه الملك محمد السادس رسالة إلى المشاركين في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي انطلقت أشغال دورتها الثالثة يوم الاثنين 21 يناير 2013 بالعاصمة السعودية الرياض. عبر من خلالها عن إرادته الأكيدة «في تعميق وتطوير تكتلنا الاقتصادي الواعد، والاستفادة من تنوع طاقاتنا، الذي تزخر به منطقتنا.» وتابعت الرسالة الملكية التي وزعت على المشاركين القول « إن منطقتنا العربية تزخر بموارد طبيعية هائلة ومتنوعة ومتكاملة، وبطاقات بشرية حيوية، تؤهلها للإقلاع الاقتصادي، والمساهمة في بلورة سياسات تنموية خلاقة، تضع المواطن العربي في صلب اهتماماتها.» كما أن الموقع الجيوسياسي المتميز، لهذه المنطقة تضيف الرسالة «يمكنها من القيام بدور فاعل في تحريك عجلة التبادل والتعاون بين أقطاب العالم، وكذا من التأثير الإيجابي في الإقتصاد العالمي». قبل أن تستدرك الرسالة بالقول «غير أن النهوض بهذا الدور يظل رهينا بمدى نجاعة الاختيارات التي ننتهجها جميعا، سواء تعلق الأمر ببلورة تعاون حقيقي، على مستوى دول المنطقة مجتمعة، أو في قدرتها على التموقع داخل المنظومة العالمية». الرسالة اغتنمت الفرصة وعبر من خلالها الملك محمد السادس عن أسفه «من جديد، على عدم قيام الاتحاد المغاربي بدوره الطبيعي في دعم تنمية مشتركة للدول المغاربية، ولاسيما من خلال ضمان حرية تنقل الأشخاص ورؤوس الأموال والسلع والخدمات. الرسالة قالت أيضا «وإيمانا منه بحتمية العمل التنموي العربي المشترك، فإن المغرب حريص على تحقيق المزيد من الانفتاح على الاستثمارات والمبادلات مع كافة الدول العربية الشقيقة، وكذا التبادل المثمر للخبرات والتجارب فيما بينها، وتطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص. وتفعيلا لهذا التضامن، ساهم المغرب في الحساب الخاص الذي يهدف إلى دعم وتمويل مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي.» الرسالة نوهت وأشادت كذلك بالشراكة الإستراتيجية النموذجية الواعدة، التي انخرط فيها المغرب مع دول مجلس التعاون الخليجي. كما عبرت الرسالة عن وثوقها من «أن تحقيق أهداف هذه القمة، التي تعتبر حتمية استراتيجية، رهين بالإنطلاق من رؤية موحدة، وواضحة في هذا الشأن، وبمدى استعدادنا لنهج سياسة الانفتاح والتعاون والتضامن، باعتبارها خيارا لا محيد عنه، لرفع التحديات الأمنية الحالية، ومواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتوالية، بل وتعزيز المواقف العربية، في المحافل الاقتصادية الدولية، حيث تبقى الكلمة الأخيرة للتكتلات الإقتصادية المنسجمة والمتماسكة». يذكر أنه على هامش المشاركة المغربية في القمة أجرى الأمير مولاي رشيد أمس الثلاثاء بالرياض، مباحثات مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، همت العلاقات الثنائية والمغاربية وآخر التطورات على الساحتين العربية والدولية. وجرت هذه المباحثات، على هامش أشغال القمة العربية التنموية.. الاقتصادية والاجتماعية الثالثة، بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني ووزير الاقتصاد والمالية نزار بركة.وغادر الأمير مولاي رشيد أمس الثلاثاء، الرياض حيث مثل الملك محمد السادس في أشغال القمة العربية التنموية.. الاقتصادية والاجتماعية الثالثة التي انعقدت يومي 21 و22 يناير 2013.